للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد ما أبطن من بِرِّهِ ... على الذي أظهَرَ من حَفْلِهِ

نَشْزٌ يُضيءُ النّجمُ في عُلوِهِ ... ونيِّراتُ الشُّهبِ في سُفْلِهِ

فمِن حصى الياقوتِ حَصْباؤه ... وتِبْرُه يُغنيه عن رَمْلِه

كأنّما الأصباغُ فيه وقد ... تألّفَ الشّكلُ إلى شكلِهِ

زخارفُ النُّوارِ في روضةٍ ... هراقَ فيها اللَّيلُ من طَلِّهِ

فاضَ أَتِيُّ الحُسن في كُلِّهِ ... فكلُّه يَعجَبُ من كلِّهِ

لم ترَ عينٌ قطُّ شِبْهًا لهُ ... ولم تَصِخْ أُذْنٌ إلى مِثْلِه

أذاعتِ الحِكمةُ سِرَّ النُّهى ... فيه ومات الخَبْطُ في جهلِهِ

تقَيَّدَ اللَّحظُ به فهْو لا ... يَصرِفُه الناظرُ عن نُبلِهِ

ذلك من فضل إمام الهدى ... وكلُّنا نُعزَى إلى فضلِهِ

كأنّما العُمّالُ آلاتُه ... تفعلُ ما يَصدُرُ عن فعلِهِ

جهابذُ الآفاقِ قد بَلَّدوا ... في فصلِ ما يَفصِلُ أو وَصْلِهِ

وكلُّهمْ برَّزَ في سَبْقِهِ ... وأحرَزَ الخَصْلَ على مَهْلِهِ

ما خَطْوُ من يَعْدو به سابحٌ ... كخطوِ مَن يعدو على رِجْلِهِ

وليس من يَغرِفُ من نهرِهِ ... مثلَ الذي يَغرِفُ من سَجْلِهِ

ولا الذي يمرَحُ مُرخًى لهُ ... مثلُ الذي يمرَحُ في شكلِهِ

ولا حسامٌ نال منه الصَّدا ... مثلُ الذي بُولغَ في صَقْلِهِ

التَمرُ معزوٌّ إلى نَخْلِه ... والشّهدُ منسوبٌ إلى نَحْلِه

والقُدسُ محفوظٌ على أهلِهِ ... وأنتمُ تاللهِ من أهلِه

عجائبُ العالَم مختصّةٌ ... بأولياءِ الله أو رُسْلِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>