للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في برنامَج احتَفلَ فيه وأفاد به وقَفْتُ عليه في خطِّه قديما ولم يتَأتَّ ليَ الانتفاعُ به؛ لذهابِه بإضاعة من لا يَقدُرُ قَدْرَه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون" (١).

ولعلّه كان يُضطرُّ في بعض الأحيان لسبب من الأسباب إلى التخلّي عن بعض كُتُبِه، قال في ترجمة أبي العبّاس الشارقيّ: "وله على الموطّإ تصنيفٌ سمّاه "الإيماء" ضاهَى به "أطرافَ الصحيحَيْن" لأبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عُبيد الدِّمشقي، وعرَضَه على شيخِه أبي عليّ الصَّدفيّ فاستحسَنَه وأمَرَ ببَسْطه فزاد فيه، وقفتُ عليه، وكان في كُتُبي ثم خرجتُ عنه".

وكان يتتبّعُ حركةَ التأليف في عصره ويتسقَّطُ أنباءها، قال في ترجمته الحافلة لابن الرُّومية العَشّاب -وهي التي اعتمد في كتابتها على برنامَج المذكور: "وبلَغَني أنّ تلميذَه الأخصَّ به الناقدَ المحدِّثَ الأنبل أبا محمد بن قاسم الحَرّار تهَمَّمَ بجَمْع أخبارِه وعُني بحشد مآثرِه وآثارِه وضمّنها مجموعًا له نبيلًا لم أقفْ عليه" (٢).

وكتاب "الذّيل والتكملة" يكشِفُ عن نَهَم علميّ كبير ومشاركةٍ واسعة في الاطّلاع لابن عبد الملك؛ قال في ترجمة عُمَر بن عديس: "وله في اللّغات والآداب مصنَّفاتٌ مفيدة بانَ فيها إدراكُه وحضورُ ذكْرِه واستقلالُه بما تعاطاهُ من ذلك، منها: "الباهرُ في المثلَّث مضافًا إليه المثنَّيات" وقَفتُ عليه بخطّه في ثلاث مجلّدات متوسِّطة إلى الكِبَر أقرب، و"شَرْح الفصيح" في مقدار "الباهر"، وقَفتُ عليه أيضًا بخطّه، و"الصّواب في شرح أدبِ الكُتّاب" في ثلاث مجلّدات ضخمة، وقفتُ عليه بخطّه، أجزَلَ بها الإفادة" (٣).

ويقول في ترجمة أبي العبّاس التُّدمِيريّ: "سَكَنَ بِجَايةَ مدّة وألَّف فيها لمحمد بن عليّ بن حَمْدون وزير بني الناصِر الصُّنهاجيِّين كتابًا سمّاه: "نظمَ القُرطَيْن


(١) الذيل والتكملة ٦/الترجمة ١١٣١.
(٢) المصدر نفسه ١/الترجمة ٧٥٨.
(٣) المصدر نفسه ٥/الترجمة ٧٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>