أنفسِهم وخطِّ المتقن أبي الأصبَغ عبد العزيز بن الحُسَين بن هلالةَ أحد من استجاز بعضَهم له كما سبق ذكْرُه وأبي ... ابن عَدْلان وغيرهما ممن يوثَقُ بضبطه ويُركَنُ إلى تجويده من أهل العناية بهذا الشأن، وعلى تقييد الحافظ أبي بكر ابن نُقطةَ البغداديّ في كتابِه الذي أكمَلَ به "إكمالَ" الأمير أبي نَصْر ابن ماكولا، وتصنيف هذا الكتاب على الأسماء مطلقًا لأبي القاسم بن عمران، وقفتُ عليه أيضًا بخطّه، إلى غير ذلك، واللهُ ينفَعُ بذلك كلِّه ويجعلُه خالصًا لوجهه، فمن وجَد في نُسخة من فهارس أبي العبّاس خلافَ ما أثبتُّه هنا مما قيَّدتُه وأزحتُ إشكاله فالأولى به الرجوعُ إلى ما يُلفيه هنا وتصحيحُه على ما هنالك بناءً على ما قرّرتُه، اللهم إلا أن يستفرغَ وُسعَه في البحث جُهدَه حتى يُطلعَه على مستنَدٍ مثل ما ذكرتُه أو أوثقَ منه فله الأخْذُ به والعملُ عليه إن شاء الله، وقد بقيَتْ عليّ في ذلك مواضعُ لم أقفْ على الجلاء في ضبطِها فتركتُها مهملةً حتى ييسِّر اللهُ سبحانه لي ولغيري السبيلَ إلى تحقيق تقييدها، وما ذلك على الله بعزيز، فلطفُه معهود، وفضلُه متعوَّد، أوزَعَنا الله شكرَ نعمِه التي لا تحصى".
ومن أمثلة وقوفه على نُسَخ متعادة للنصّ الواحد بقَصْد تحقيقِه وتوثيقه: ما ذكره في ترجمة ابن الحَصّار، فقد ساق قصيدتَه الرائية في المكِّيِّ والمدَنيّ من سُوَر القرآن روايةً عن شيخِه الماقريّ ثم قال: "قال المصنِّف عفا اللهُ عنه: هكذا أخَذْنا هذه القصيدةَ عن شيخِنا أبي علي في اثنين وعشرينَ بيتًا كما ذكر، وكذلك وقَفتُ عليها في غير موضع بخطّ غير واحد من الجِلّة، وقد وقَفتُ عليها بخطّ آخَرينَ منهم بزيادة بيت قبل البيتِ الأخير منها ... وكذلك وقفتُ عليها في كتاب "النّسخ" له فاعلَمْه، واللهُ أعلم".
ومن أمثلة ذلك أيضًا: أُرجوزةُ القاضي ابن حَجّاج المسمّاةُ "نَظْمَ الدُّرَر، ونَثْرَ الزَّهَر" التي نظم فيها سيرةَ ابن إسحاق، قال: "وقفتُ على نُسَخ منها بخطِّه وبخط ابنِه أبي بكر وبخطّ غيرِهما".