للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمانيةِ أجزاء من تلك النسبة، وقفتُ عليه أيضًا بخطّه، ورأيتُ هذا البرنامَج في حجم "جامع الترمذي" أو أشَفّ" (١).

ونرى من هذا الشاهد وغيره من الشواهد السابقة أنه يمثِّلُ أحجامَ الكُتُب ببعض المخطوطات المتداولة بين الناس كـ"جامع الترمذيّ" و"ديوان المتنبّي" و"ديوان أبي تمام" وديوان" سَقْط الزَّند" وغيرها.

كما وقَفَ على نُسختين من برنامَج عبد الرّحيم ابن الملجوم، قال: "وقفتُ على نُسختين من فِهرِسة أبي القاسم هذا، إحداهما أتمُّ من الأخرى، وكل واحدة منهما عليها خطّه مجُيزًا" (٢). وقد أشار في مناسباتٍ أخرى إلى وقوفه على نُسَخ مختلفة من "صِلة" ابن بَشْكُوال و"تكملة" ابن الأبّار، وهذا يُشبه نظام الطبعات المتعدِّدة في عصرنا.

وكان وقوفُه على النُّسخ المتعدِّدة وجمْعُه للأمّهات منها بخطوط أصحابها أو بخطوط أهل العناية والإتقان من أجْلِ ما كان يحرِصُ عليه من ضبط ويأخذ به نفسه من تحقيق، ومثالُ ذلك: أنه جرَّد شيوخ ابن الرُّوميّة ورتَّبهم -وهم مِئون- من فهارس المذكور بخطِّه وخطِّ بعض أصحابه، وقال بعد أن فرغ من ذكرهم: "هذا منتهى ما انتقاه أبو العبّاس النَّباتيّ من الشيوخ الذين استجيزوا له حسبما مَرّ تفسيرُه، وعلى ما ذكرهم في فهارِس له منوعة بين بَسْط وتوسط واقتضاب، وقَفْتُ منها كذلك بخطّه وبخطّ بعض أصحابه والآخِذينَ عنه كأبي بكر محمد بن يوسُف ... وأبي القاسم عبد الكريم بن عِمران وأبي محمد طلحة وغيرهم، فعثرتُ فيما طالعتُه منها على أوهام كثيرة بين تصحيف ونقص من الأنساب وزيادةٍ فيها وقَلْبِها ويمرارِها، فلم آلُ جهدًا في إصلاح ما أمكنني من ذلك كله وتصحيحِه وتقييده وإكمالِه معتمدًا على ما وقَع إليّ له أو لغيره من خطوط أولئك الشيوخ


(١) الذيل والتكملة ٥/الترجمة ٥٢٥.
(٢) المصدر نفسه ١/الترجمة ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>