للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد بن حَكم صاحب مَنُرْقة: "رأيتُ من شعره مجلّدًا لطيفًا يكون أشفَّ من ديوان شعر المتنبي أو نحوَه بخطّ ابنه أبي عَمْرو حَكم رحمه الله" (١)، وفي ترجمة ابن جُبَيْر صاحب الرّحلة: "ونظمُه فائق، وقفت منه على مجلّد متوسّط يكونُ قَدْرَ ديوان أبي تَمّام حبيب بن أَوْس جمْعَ أبي بكرٍ الصُّوليّ أو نحوَ ذلك، ومنه جزءٌ سماه: نتيجةَ وَجْد الجوانح، في تأبين القرين الصّالح، أودَعَه قطعًا وقصائدَ في مراثي زوجه أُمّ المجد المذكورة بعدَ وفاتها والتوجُّع لها أيامَ حياتها تزيدُ بيوتُه على ثلاث مئة سوى موشَّحات خمس جعَلَها قريبًا من آخِره، ومنه جزءٌ سمّاه: نَظْمَ الجُمان في التشكّي من إخوان الزّمان، يشتملُ على أزيَدَ من مئتي بيت في قطع" (٢)، وفي ترجمة ابن حَبُوس: "وشعره كثير، وقد جمَعَ له بعضُ أصحابه المختصّين به ما عَلِق بحفظِه منه أو أحضَرَ ذكْرَه أو أسأرَتْه عوادي التنقّل والاضطراب إلى آخر ربيعَيْ ستّين وخمس مئة، فناهَزَ ذلك ستةَ آلافِ بيت، وقد وقَفتُ منه على مجلّد متوسط" (٣)، وفي ترجمة موسى ابنُ المُناصف: "وقَفْتُ على بعض [شعره في مجلد ضَخْم] يحتوي على أزيَدَ من خمسةَ عشَر ألفَ بيت" (٤).

ومن الكُتب التي ذَكَرَ أنه وقَفَ منها على نُسَخ متعدّدة ومختلفة: برنامَجُ أبي الحسن بن مؤمن نزيل فاس، قال بعد أن سرَدَ شيوخه: "وقد ضمَّنهم برنامجَه الذي سماه: "بُغيةَ الراغب ومُنيةَ الطالب"، وهو برنامَجٌ حَفِيل أودَعَه فوائدَ كثيرة كاد يخرُجُ بها عن حدِّ الفهارس إلى كُتُب الأمالي المفيدة، وقفتُ على نُسخة منه بخطّه في ثمانيةَ عشَرَ جزءًا أكثرُها من نحو أربعينَ ورقة، واقتضَبَه في


(١) الذيل والتكملة ٤/الترجمة ٦٧.
(٢) المصدر نفسه ٥/الترجمة ١١٧٢.
(٣) المصدر نفسه ٨/الترجمة ٩١.
(٤) المصدر نفسه ٨/الترجمة ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>