للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنْ أنشأا نَظْمًا ونثرًا فمُزنةٌ ... تُنمِّقُ أكنافَ الحزونِ بعَينِها

وإنْ نحنُ أسنَدْنا النفائسَ عنهُما ... رأينا نقودَ الناسِ تعنو لعينِها

البيانُ أنواع، وإن ظُنَّ أنّ يمينَه صَناع، فلِنَسْجِه ناسٌ نعرِفُهم نقلًا وعِيَانًا، ونَعُدُّهم زمانًا فزمانًا، فنجدُ مَناقلَهم نابية، ونِسَبَهم مُتَدانية، ومَنازعَهم عن الإحسان وانية، مَعانٍ عُون، وغِيطانٌ وحزُون، ونُكَتٌ تَنْدُر، ونُبَذٌ عيونُ النقدِ نحوَها تنظُر، وإنّما الصِّناعةُ لناظَمَيْ جُمانِها، ومتناولَيْ عِنانِها، اللذين ينوِّعانِ الإنشاء، ويَضَعانِ (١) أمكِنةَ [١٠٥ و] النقبِ الهناءِ (٢) نَهْضًا نحوَ المنتهَى، ونَبْذًا بفِتَن النُّهى، ومَن كالأسنى شأنًا، الأدنى منّا مكانًا، نَوْءٌ هَتّان، ونَوْرٌ فَتّان، وحُسنٌ يقارنُه إحسان، نِعمَ النائي قِرْنٌ وقَرين، ومَنْهَلٌ مَعِين، وحَظّان: دُنيا ودين، جنَى جنَّتيْهِما دان، وسَنَا نيِّرْيهِما للعيونِ ثان؛ إنْ نَظَمَا أنْسَيَا فِنْدَ زِمَّان، ونابغةَ بني ذُبْيان، وابنَ الحُسَين عندَ بني حَمْدان، وحُنْدَجان (٣) ونَسيبه بالحِسَان، وابنَ القَيْن (٤) ونصيبَه من الإحسان، وإنْ نثَرَا فمَن ساكنُ أرَّجان، ونائبُ ديوانِ الإنشاء ببغدان، وأصنافٌ كان من شأنِهم وكان يمينًا بالرّحمن، والمثاني والقرآن، وبالنُّور والسَّكِينة، والنبيِّ ومكانِه من المدينة، وبسَنا جبينِه، ونُبوع المَعِين من يمينِه، وبالسارِينَ بالبُدْن، والسائرينَ بينَ الحُجون والرُّكْن، إنّهما للَبِنَتا بناءِ البيان، وأنجبُ أبناءِ الزمان، نَزَلا منزلةَ الفرقَدَيْن، وتناوَلا أنواعَ المناقبِ بيدَيْن، فمِن نزاهةٍ تُناطِحُ كِيوان، ونَوالٍ يُنسي معنَ بني شَيْبان، وفطانةٍ كبنتِ الزَّنْد، وثناءٍ أنمَّ من نسيم الرُّند، وناهيكَ بقَنًا لسْنَ من الرُّدَيْنيّة، لكنّها أبنَى للمنازلِ السَّنِية، وأنّى للدّان، وإنْ نَهَلت من نَجيع اللِّبان، وأين بناتُ الكنائن، مُنذِرةً بالمنايا الكوامن،


(١) وإنما ... ويضعان: سقطت من م.
(٢) من المثل: يضع الهناء مواضع النقب، والهناء: القطران، والنقب: الجرب.
(٣) حندجان أو حندج: امرؤ القيس.
(٤) ابن القين: الفرزدق وبذلك كان يعيره جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>