ولمّا وقَفَ الأعلامُ المسَمَّوْنَ في هاتَيْن الرسالتَيْن على الرسالةِ الأولى من رسالتَيْ شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْني، أنشَأَ الكاتبُ الأبرع أبو المُطَرِّف بن عَمِيرةَ رسالةً التزمَ في كلِّ كلمة منها النّون -باعتبار الرُّعَيْني وابنِ الجَنّان- وهي التي استَدعَى شيخُنا أبو الحَسَن بقوله:"بعقيلتِه الرافعة لأشعّتِها العيون" الفَصْلَ من أبي عبد الله ابن الجَنّان، ثم كتَبَ في التماسِها إلى أبي المُطَرِّف الكتابَ الآتيَ بعدَ إثباتِ هذه الرسالةِ النُّونية -إن شاء اللهُ تعالى- فقطَعَ عن بَعْثِها إليه ما طرَأَ في الجزيرة منَ اختلال، وتفرُّقٍ كان لغير اتّصال، ولم يُقْضَ اتّصالُ شيخِنا أبي الحَسَن إلا من قِبَلي، حسبَما تعرَّفتُه منه فيما ذَكَرَ لي، وذلك في سنة خمسٍ وخمسينَ وست مئة.
وهذه الرسالةُ النُّونية من إنشاءِ أبي المُطرِّفِ رحمه الله [الطويل]:
محاسنُ دنيانا تَبينُ لناظرٍ ... يُنَقِّبُ عنها مُستَبِينًا لِعَيْنِها
نجيبُ الرُّعَيْنيِّينَ مارنُ أنفِها ... ونَدْبُ بني الجَنّانِ إنسانُ عينِها
(١) هي رسالة أبي المطرف التي التزم فيها حرف النون، وسيوردها المؤلف بعد الانتهاء من هذه الرسالة.