للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: العرض والتحضيض، ومعناهما: طلب الشيء.

وتختص "ألا" هذه بالفعل، نحو: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور ٢٢]، {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا} [التوبة].

واعلم أنّ حروف التنبيه ثلاثة: "ها" و "ألا" و "أمَا".

فـ "ها" أعمُّ لدخولها على المفرد والجملة، فإنهما لا تدخلان إلا على الجملة.

والفرق بين "ألَا" و"أمَا": أنَّ "أمَا" للحال والاستقبال.

وتحذف ألِف "أمَا" نحو: "أَمَ والله لأفعلنَّ"؛ لكثرة الاستعمال، وقد فتحوا "أنَّ" بعدها فقالوا: "أما أنك قائم؟ "، بمنزلة قولك: "أحَقّ أنك قائم؟ "، فـ "أنَّ" وما بعدها في محلّ مبتدأ، وما قبلها مُقدَّر بالظرف، وهو خبرها، كذا قرّره النيلي رحمه الله وغيره (١). وتقدّم الكلام على باقي الحديث.

فقوله هنا: "ألا أهدي لك هدية؟ " عرض، و "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما التقدير: "هي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -"؛ فتفتح "أنَّ" لأنها معمُوله (٢). ويحتمل أن تكون مكسورة على الاستئناف. ويحتمل أن تكون بدَلًا من "هَدّية أي: "ألا أهدي لك أن النبي"، فتكون مفتوحة.

و"هدية": اسم مصدر، والمصدر: "إهداء"؛ لأنّه من "أهدى". و "المِهدى" بكسر "الميم": ما يهدى فيه، كالطبق ونحوه، ولا يُسمّى "مِهدى" إلّا وفيه ما يُهدَى. و"المهداء" بالمد: "الرجل الذي عادته الهدية" (٣).


= انظر: المعجم المفصل (٦/ ٣٨٠)، شرح ابن عقيل (٢/ ٢٢).
(١) انظر المسألة في: الكتاب (٣/ ١٣٧)، والأصول في النحو (١/ ٢٧٤).
(٢) انظر: الجنى الداني (ع/ ٤٠٧، ٤٠٨)
(٣) انظر: لسان العرب لابن منظور (١٥/ ٣٥٨)، وتاج العروس (٤٠/ ٢٨٨)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>