للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"يُعطَى": مبني لما لم يسم فاعله، و"الناس" مفعول لم يسم فاعله.

وتقدمت "لو" في الحديث الأول من "الصلاة".

و"أعطى" تقدم، وهو هنا مبني لما لم يسم فاعله، ومفعوله الأول "الناس"، وهو القائم مقام الفاعل، والمفعول الثاني محذوف، أي: "لو يُعطِي الحاكمُ الناسَ ما يدَّعونه بدعواهم"، فحذف الفاعل وهو "الحاكم" مَثَلا، وأقام "الناس" مقامه، وحذف "ما يدعونه"؛ لأنه معلوم.

ويجوز حذف مفعولَيْ باب "أعطى"، وحذف أحدهما دون الآخر؛ لأن الأصل [منهما] (١) الفاعل والمفعول، وقد يكون لأحدهما أصالة في التقديم بأن يكون فاعلا في الأصل، نحو: "أعطيت زيدا درهما"، لأن "زيدا" آخذٌ للدرهم، و"الدرهم" مأخوذ، ويجوز: "أعطيتُ درهما زيدًا"، إلا أن يخاف اللَّبْس، نحو: "أعطيت زيدا عمرا"، أو كان الثاني محصورًا نحو: "ما أعطيت زيدا إلا درهما"، أو يكون ضميرا متصلا، نحو قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: ١]، فيجب تقديمه، وقد يجب تأخير الأوّل إذا كان فيه ضمير يعود على الثاني، نحو: "أعطيت زيدًا درهمه" (٢).

قوله: "لادَّعى": جواب "لو"، و"ناس" فاعل "ادَّعى"، و"دماء" مفعوله، وهو جمع "دم" (٣)، والتقدير: "لادَّعى قومٌ سَفْكَ دماء رجال وأخذَ أموالهم واستحقاقَ أموالهم".

قوله: "ولكن": إذا اقترنت "لكن" بـ "الواو"، وبعدها جملة كانت عاطفة


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) انظر: شرح الأشموني (١/ ٤٤٤)، وحاشية الصبان (٢/ ١٣٤)، ومغني اللبيب (ص ٨٣٠)، وهمع الهوامع (٢/ ١٤، ١٥)، وشرح المفصل (٤/ ٢٩٨).
(٣) انظر: الصحاح (٦/ ٢٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>