للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"التملّص": التخلّص" (١). وهو هُنا مُضافٌ إلى الفَاعل.

قوله: "فقال المغيرة" بن شعبة "شهدتُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" المعنى: "حضرتُ النبي". وجاء "شهد" بمعنى "الحضور"، وبمعنى "التحمّل للشهادة" (٢).

قوله: "فقضى فيه": حرفُ الجر يتعلّق بـ "قضى". والضميرُ يعود على "الإملاص"، وهو الجنين.

قوله: "بغُرة عبد": قال في "الصّحاح": عبّر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الجسم كُلّه بـ "الغُرّة وأصله: "بياضٌ في جَبهة الفَرَس فوق الدّرهَم". يُقال: "فرَسٌ أغَر". و"الأغَر" أيضًا: "الأبيض" (٣).

إذا ثبت ذلك: فقوله: "بغُرةٍ عبدٍ" بالجر فيهما، والتنوين فيهما، على البدل بدَل كُل من كُل ونكرة من نكرة. ورُوي: "بغُرّةِ عَبْدٍ" (٤) على الإضَافة. والأولى أوْجَه؛ لأنّ الرّواية الثانية يلزم منها إضافة الشيء إلى نفسه، وذلك قليلٌ مُؤوّل (٥).

و"الغُرة" عند المالكية مُقدّرة بعُشْر دِية الأُم، وكذلك جَنين الأمَة من سيّدها المسْلم (٦).


(١) انظر: الصحاح (٣/ ١٠٥٧).
(٢) انظر: البحر المحيط (٩/ ٣٦٥)، إرشاد الساري (٧/ ٢٤)، الصحاح (٢/ ٤٩٤).
(٣) انظر: الصحاح (٢/ ٧٦٧، ٧٦٨).
(٤) كذا هو بهذا الضبط عند أبي داود (٤٥٧٩)، والنسائي في الكبرى (٦٩٩٢).
(٥) انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (٥/ ٤٨٩)، رياض الأفهام (٥/ ١٦٦)، إرشاد الساري (٨/ ٣٩٩)، (١٠/ ٦٩).
(٦) انظر: رياض الأفهام (٥/ ١٦٨ وما بعدها)، المدونة (٢/ ١٣٩)، (٤/ ٦٣٣)، الكافي لابن عبد البر (٢/ ١١٢٣)، والبيان والتحصيل لابن رشد (١٦/ ٣٣)، والتاج والإكليل (٨/ ٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>