للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُصِب على الحال.

و"تَبْرُق" في محلّ الحال أيضًا، على مذهب مَن يجيز تعدّد الحال (١)، وإلا فتكون حالًا من الضمير في "مسرورًا"، وتكون حالًا مُتداخلة. ويحتمل أن تكُون الجملة بدلًا من "مسرورًا". و"أسارير" فاعل "تبرق".

قال الشيخ تقي الدّين: "أسارير وجهه" يعني "الخطوط التي في الجبهة"، واحدها: "سَرَرٌ" و"سِرّ"، وجمعه: "أَسْرَارٌ"، وجمع "أسرار": "أَسِرَّة"، مثل: "خمار، وأَخْمِرة". وجمع الجمع: "أَسَارير".

وقال الأصمعيُّ: "الخطوط التي تكون في الكفِّ مثلُها". و"السَّرَر" بفتح السين والراء، و"السِّرَ" بكسر "السين" (٢).

قوله: "فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألم تَرَيْ": حرف جزم، ومعها "همزة" التقرير، و"ترَيْ" مجزوم به، وعلامة جزمه حذف "النون"، والرؤية عِلمية.

وسدّت "أنَّ" مسد مفعوليها، ولذلك فُتِحت، و"مجززًا" اسم "أن"، و"نظر" في محل خبرها، و"آنفا" ظرف زمان، وتقدّم في الحديث الرابع من "باب الذِّكْر". و"إلى زيد بن حارثة" يتعلق بـ "نظر"، و"أسامة بن زيد" معطوفٌ على "زيد"، وعلامة جرِّه الفتحة؛ لأنّه لا ينصرف.

قوله: "فقال": معطوف على "نظر"، وكُسِرَت "إنَّ" لأنها بعد القول (٣)، و"هذه" اسمها، و"الأقدام" صفة الاسم، و"لمَنْ بعضٍ" اللام الداخلة في خبر "إنَّ"، و"من بعض" يتعلق بالخبر، أي: "لكائنة من بعض"، أو: "مخلوقة من بعض"، كقوله


(١) أجاز ابن مالك تعدّد الحال، ومنعه ابن عصفور.
انظر شرح التسهيل (٢/ ٣٤٨، ٣٤٩)، وهمع الهوامع (٢/ ٣١٥).
(٢) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ٢٠٦)، ولسان العرب (٤/ ٣٥٩)، الصحاح (٢/ ٦٨٣).
(٣) انظر: شرح ابن عقيل (١/ ٣٥٢ - ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>