للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حين عاتبتُ المشيبَ على الصِّبا ... وقلتُ ألمَّا تَصْحُ والشيبُ وازعُ (١)

قوله: "فدخَل عليّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": "الفاء" هنا لا تعقيب فيها ولا تسبيب، كما جاءت في قوله تعالى: {خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى: ٢] (٢).

قوله: "والبُرْمة على النار": قال ابن الأثير: "البُرمة": "القِدْرُ" مُطلقًا، وجمعها: "بِرَام"، وهي في الأصل: "المتخذة من الحجَر المعروف بالحجاز واليمن" (٣).

والجملَة في محلّ الحال من فاعِل "دَخَل"، و"الواو" واو الحال.

قوله: "فدَعَا بطَعَام": "دَعَا" هنا بمعنى: "سأل" و"طلب"، و"الباء" زائدة، أي: "فسأل طعامًا".

ويحتمل أن يكُون "دَعَا" على بابها، وفي الكلام محذوف، أي: "فدَعَا الخَادِم ليأتيه بطَعَام"، فحَذَف المدعو ومُتعلّق حرف الجر لدلالة سياق الكَلَام عليه.

قوله: "فأُتي بخُبز وأدم من أدم البيت": الفعلُ مبني لما لم يُسمّ فاعله، وهو من "أتى، يأتي" المتعدّي لواحدّ، وفيه ضَمير المفعول القائم مقَام الفاعِل.

و"الباء" في "بخبز" باء المصَاحَبة فيهما، أي: "فأتيته [مُصاحبه] (٤) "، أو: "أتاه الخادم مصاحبًا لخبز"، فهي "باء" الحال.

و"أدم" معطوفٌ عليه، وهو جمع: "إدام"، كـ "إزار، وأزر".

قال ابن الأثير: "الإدَام" بالكسر، و"الأُدْمُ" بالضَّمِّ: "ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ"، أيّ شيء كان. ومنه الحديث: "سَيّدُ إدَاِم أهْل الدّنْيا والآخِرَة: اللَحْم" (٥) جَعَل "اللحم"


(١) البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني. انظر: المعجم المفصل (٤/ ٢٩٢).
(٢) انظر: شرح القطر (ص ٣٠٣).
(٣) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ١٢١).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) حديث لا يصح: ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>