للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محلّ جَر بالإضَافَة.

وجوابُ "لمّا": "قَالَ". و"للنّاس" يتعَلّق بـ "قَالَ".

قوله: "مَن كَان مِنْكُم أهْدَى": "مَن" مُبتدأ، [مِن أدوات الشّرْط] (١)، وخبرهَا في فِعْلها على الخِلاف المتقَدّم. وجَوابُ الشّرط قوله: "فإنّه لا يَحِلُّ" مرفُوع؛ لأنّه خَبر "إنّ، لا جَوَاب "مَن". واسمُ "كَان": ضَمير "من وخَبرُها: "أهْدَى"، و"مِنْكُم" يتعَلّق بـ "أهْدَى". وتقَدّم الكَلامُ على "مَن" في الحديثِ العَاشر مِن أوّل الكتَاب.

قوله: "مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِي": "حَرُم" على وَزن "فَعُل"، مِن الأبنية اللازِمَة التي لا تتعَدّى إلى مفعُول (٢)، ففَاعِله ضَمير يعُود على "شيء" لأنّه في محلّ صِفَة، و"منه" يتعَلّق بـ "حَرُم". والضّمير في "منه" يعُود على "المحْرم"، أو على "شَيء". و"مِن" سَببية، أي: "حَرُم بسَببه أي: "بسَبَب إحْرَامه".

و"مِن شَيء" سَببية أيضًا، أو بمَعنى "اللام[أي] (٣): "حَرُم فِعْله لأجْل إحْرامه كقَوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ} [البقرة: ١٩]، أي: "لأَجْل". (٤)


= (٣/ ١٦٤٢ وما بعدها)، مغني اللبيب (ص ٣٦٩)، الأصول في النحو (٢/ ١٥٧)، شرح التصريح (١/ ٧٠٠)، الكليات للكفوي (ص ٧٩٠)، الجنى الداني (ص ٥٩٤ وما بعدها)، حاشية الصبان (٢/ ٣٩١)، همع الهوامع (٢/ ٢٢٢).
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "مِن أسماء الشرط". والذي يظهر لي أن تكون: "وهي أداة للشّرط".
(٢) انظر: شرح التصريف للثمانيني (ص ٤٤٥)، شَذا العرف (ص ٢٣).
(٣) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "من".
(٤) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (١/ ١٤١)، شرح التسهيل (٣/ ١٣٤)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>