فكثُر بها ولدُه وانتَشَروا في صحاريها كما انتشر العربُ في بواديها، وأنَّهم لما استعجموا وحالوا عن العربيةِ أعجَموا قوطًا فقالوا: كُرْدٌ، وقد رُوِي عن ابنِ عباسٍ أنه قال: الأكرادُ أعرابُ فارسَ (١).
قال أبو عمرَ: ومن الأكرادِ من يزعُمُ أنهم من قيسِ عيلانَ، ثم من هوازنَ.
والبابَكيَّةُ يزعُمون أنهم من العربِ، وكان بابَكُ يزعُمُ أنه من خزاعةَ، وأنَّ أوَّليته من الكوفةِ، وأنَّ أجدادَه انتقلوا إلى أذربيجَانَ.
ومن البابَكيةِ من يزعُمُ أنهم من اليمنِ.
ومن الخَزَرِ من يزعُمُ أنهم من قريشٍ من بني أميةَ، وذكروا أنَّه لما ظهَرت دولةُ بني العباسِ هرَب قومٌ من بني أميةَ إلى بلادِ الخَزَرِ، فتزوَّجوا فيهم ووُلِد لهم الأولادُ، ثم انقرَضوا، وبقِي أولادُهم مع أمهاتِهم على دينِ اليهوديةِ.
وقريظةُ والنضيرُ من يهودَ يزعُمون أنهم من جذامَ وليسوا من بني إسرائيلَ، وإنما رغِبوا عن دينِ العمالقةِ وعبادةِ الأصنامِ فاتبَعوا شريعةَ موسى ﵇، وانتقَلوا من الشامِ إلى الحجازِ.
والبربرُ أكثرُهم يزعمون أنَّهم من العربِ، وأنَّهم وَلَدُ بَرِّ قيسِ بنِ عيلانَ بنِ مضرَ، وقال شاعرُهم: