وذكَر أحمدُ بنُ أبي يعقوبَ الكاتبُ (١) وغيرُه أيضًا أنَّ الديلمَ من بني ضبةَ بنِ أدِّ بن طابخةَ بنِ إلياسَ بنِ مضرَ، وذلك أنَّ باسلَ بنَ ضبةَ نافر إخوتَه فصار إلى بلادِ الديلمِ، فأقام بها وأنْسَلَ، فيما يزعُمون.
قال: وهذه الطائفةُ من الديلمِ مقيمون على هذا النسبِ معتزلون لسائرِ أجناسِ الديلمِ.
والقولُ الأولُ في الديلمِ هو الذي ذكَره النسابةُ العلامةُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجرجانيُّ، وقال: إنَّ في ذلك اختلافًا كثيرًا.
وقد روَى عن النبيِّ ﷺ فيروزُ الديلميُّ، وهو أحدُ الذين كتَب رسولُ اللهِ ﷺ إليهم في قتلِ الأسودِ العنسيِّ.
ولفيروزَ الديلميِّ أبياتٌ، منها قولُه:
بنو الديلمِ النُّدَّامُ من آلِ باسلٍ … أبَى الخفضِ واختار الحزونَ على السهلِ
وفي الأتراكِ قومٌ يزعُمون أنهم من اليمنِ وينتَسِبون إلى حميرَ، ويقالُ: إنَّهم من بقايا قومِ تُبَّعٍ، ومنهم من يُسمِّي أولادَه بأسماءِ العربِ العاربةِ.
وأما الأكرادُ فيقالُ: إنهم ولدُ قُوطِ بنِ عمرِو بنِ عامرٍ؛ مُزَيْقِيا بنِ ماءِ السماءِ بن حارثةِ بنِ الأزدِ، وزعَموا أنَّ قُوطًا وقَع إلى أرضِ العجمِ
(١) أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر الأخباري العباسي، مؤرخ، له تاريخ كبير، وكتاب في أسماء البلدان، وكتاب "مشاكلة الناس لزمانهم"، توفي سنة (٢٨٤ هـ)، معجم الأدباء ١٥٣/ ٥، ١٥٤.