هَزمه المسلمون، فقيل: إنه دخل مع هرقلَ من إيادٍ سبعون ألفًا ونزَلوا أنقرةَ، وقد ذكَر ذلك الأسودُ بنُ يعفُرَ في شعرِه، وذكرَ إيادًا، فقال (١):
نزَلوا بأنقِرةٍ يسيلُ عليهمُ … ماءُ الفراتِ يجيءُ من أطوادِ
وقومٌ من الرومِ يزعُمون أنهم من قضاعةَ؛ من تنوخَ وبهراءَ وسَليحَ، وكانت تنوخُ أكثرها على دينِ النصرانيَّةِ، وكلُّ هذه القبائلِ خرَجوا مع هرقلَ ملكِ الرومِ عند خروجِه من الشامِ، فتفرَّقوا في بلادِ الرومِ، والرومُ تقولُ للعربِ: نحن وأنتم من ولدِ إبراهيمَ؛ أنتم من ولدِ إسماعيلَ، ونحن من ولدِ إسحاقَ.
وأما الدَّيلمُ فزعَم الشرقيُّ بنُ قُطاميٍّ وغيرُه أنه الديلمُ بنُ باسلِ بنِ ضبةَ بنِ أدٍّ، ويزعُمون أنَّ باسلًا غزا أرضَ الأعاجم فأثخَن فيهم ثم مات، فصار ابنُه الديلمُ بمنْ تَبِعَه من قومِه إلى الموضعِ الذي هلَك فيه أبوه باسلٌ فصادَف الأعاجمَ قد استقام أمرُهم، وخشِي الهلكةَ، فانحاز إلى الجبالِ التي بها الدَّيلمُ اليومَ، فأقام بها هو وولدُه، واستدَلُّوا على ذلك باتفاقِ هيئاتِ الديلمِ اليومَ وهيئاتِ العربِ في زيِّهم ومغازيهم وغاراتِهم وطلَبِهم الثأرَ ومحاسنِ الأفعالِ، وأنهم أشبهُ الأممِ بالعربِ.
وقال آخرون: بل خرَج باسلٌ مغاضِبًا لأبيه حتى صار إلى أرضِ العجمِ.