للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورُوِيَ عن النبيِّ أنه قال: "لو كان هذا الدينُ في الثريا لناله هذا وأصحابه" (١)، يعني سلمانَ، وفي روايةٍ أخرى: "لناله قومٌ من أهلِ فارسَ" (١).

ويقال: فارسُ والرومُ قريشُ العجمِ.

وأما صهيبُ بنُ سنانٍ الروميُّ فليس بروميِّ النسبِ، ولكنَّ الروم سبَتْه صغيرًا، فكان يتكلَّمُ بلسانِهم، وهو من العربِ؛ من النمرِ ابنِ قاسطٍ، لا يَخْتلِفون في ذلك، وقد ذكَرْنا خبرَه مستوعبًا في بابِه من كتابِنا في الصحابةِ ، والحمدُ للهِ (٢).

قال أبو عمرَ: تداخَلَ كثيرٌ من الأممِ بعضُها في بعضٍ من العربِ والعجمِ، إلا أنَّ دخولَ العربِ في قبائلَ من العجمِ أكثرُ وأشهرُ، وهذا موجودٌ فيهم إلى زمانِنا هذا؛ فكم تَرى من العجمِ يزعُمون أنَّهم من العربِ وألسنتُهم أعجميَّةُ وبلدانُهم غيرُ عربيةٍ، دَخَلوا إلى بلادِ العجمِ فنَكَحوا وأَنْسَلوا.

ففي الرومِ قومٌ يَنْتسبون إلى غسانَ من آلِ جَفنةَ ممن دخَل إلى أرضِ الرومِ مع جبَلَةَ بنِ الأيهمِ الغسانيِّ أيامَ عمرَ بنِ الخطابِ ، وكانوا آلافًا كثيرةً.

وقومُ من الرومِ يزعُمون أنَّهم من إيادٍ، وأنهم دخَلوا مع هرقَل إذ


(١) سيأتي تخريجه في ٦/ ٢١٧.
(٢) سيأتي في ٤/ ١١٣.

<<  <   >  >>