للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأني وبرًّا لم نُغِرْ بجيادِنا … بنَجْدٍ ولم نَقْسِمْ نِهابًا ومغنَما

فلا يَبْعَدنْ برٌّ على نأيِ دارِه … وإنْ ألَقَ برًّا بالحجازِ فربَّما

وهذا ينكرُه أكثرُ أهلِ العلمِ، ولا يعرفون لقيسٍ ولدًا ذكرًا غيرَ خصفةَ أو عكرمةَ، في قولِ ابنِ الكلبيِّ، وسعدٍ وعمرٍو.

واخْتلَف الذين لم يَعْرفوا برَّ بنَ قيسٍ في البرابرِ؛ فقال منهم قائلون: البربرُ من ولدِ بربرِ بنِ قُوطِ بن حامِ بنِ نوحٍ .

والذين قالوا هذا القولَ يقولون: إنَّ أجناسَ البرابرِ كلَّها؛ زُناتَةَ وكُتَامَةً وصَنْهاجةَ وأيْلانَ وغيرَهم، من ولدِ بربرِ بنِ قُوطِ بنِ حامِ بنِ نوحٍ .

ويزعُمُ بعضُ أهلِ العلمِ بالنسبِ أنَّ أيْلانَ من ولدِ قيسِ بنِ عيلانَ، وقَعوا بتلك البلادِ فاستعجموا، الأَيْلانيةُ.

وقال ابنُ الكلبيِّ: إنما سُمِّيتِ البرابرُ مِن يومَ افْتَتَح أفريقَسُ بنُ قيسِ بنِ صيفيِّ بنِ حميرَ أخي بلقيسَ بنِ صيفيٍّ أفريقيةَ، فسُمِّيت به، ويومئذٍ سُمِّيتِ البرابرُ برابرَ؛ وذلك أنَّه قال لهم: ما بربرتُكم هذه؟ قاله ابنُ الكلبيِّ.

وأقام من حميرَ في البربرِ صنهاجةُ وكُتامةُ، فهم فيهم إلى اليومِ.

قال أبو عمرَ: وقد يَحتَملُ أن يكونَ قيسٌ الذي يُنسَبُ البربرُ إليه قيسَ بنَ صيفيٍّ الحميريَّ وليس بقيسِ عيلانَ، وهو الذي يدلُّ عليه قولُ ابنِ الكلبيِّ، واللهُ أعلمُ.

<<  <   >  >>