للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قيل (١): إن قيسًا ولَد أربعةَ رجالٍ، خصفةَ، وسعدًا، وعمرًا، وبرًّا، ومن زعَم هذا زعَم أنَّ طوائفَ من البربرِ من ولدِ بَرِّ بنِ قيسٍ، وذلك أنَّهم زعموا أنَّ برَّ بنَ قيسٍ خرَج من أرضِ الحجازِ في طلبِ إبلٍ له، فأمعن في الطلبِ، حتى وقَع بأرضِ أوَّليَّةِ البربرِ، فألَمَّ بامرأةٍ منهم فأولَدَها، وأقام فيهم حتى مَاتَ، فانْتشَرَ ولدُه وتشَعَّب نَسْلُه، فيقالُ: إِنَّ طائفةً من البربرِ من ولدهِ، وأَنَّ أَختَه تُمَاضِرَ بنتَ قيسٍ رَثْتُه فقالت:

لِتَبْكي كلُّ باكيةٍ أخاها … كما أبكي على بَرِّ بنِ قيسِ

تَحمَّل عن عشيرتِه فأضحَى … ودونَ لقائِه إنضاءُ عيْسِ

وزَعموا أيضًا أنَّ تماضرَ قالت في أَخيها برِّ بنِ قيسٍ المذكُورِ:

وشَطَّتْ بِبَرٍّ دارُه عن بلادِنا … وطرَّح برٌّ نفسَه حيثُ يمَّما

وازْرَتْ بِبَرِّ لُكْنَةٌ عَجَميَّةٌ … وما كان برٌّ بالحِجازَيْنِ أعجَما


(١) من هنا إلى قوله ص ٩٢: "وقد ادعى قوم كثير من العجم أنهم من العرب .... فالله أعلم". جاء مكانه في ح، س، م: "وقد قيل: إن قيس بن عيلان ولد أربعةً رجالًا خصفة وسعدًا وعمرًا وبرًا، فجعل قائل هذا القول بر بن قيس ولد طوائف من البربر، وسأذكر ما بلغني عن أهل العلم بالأنساب والأخبار من الأقاويل في البربر وأنسابهم واختلافهم في ذلك عند ذكرى لما دخل من العجم في العرب، ومن العرب في العجم، في آخر كتابنا هذا بعد الفراغ منه إن شاء الله.
وأنكر أكثر أهل العلم بالنسب وأيام العرب أن يكون لقيس بن عيلان ولد يقال له: بر، ولم يعرفوا لقيس ولدًا إلا الثلاثة المذكورين، ومنهم تشعبت شعوب قيس وقبائلها كلها، فمن ذلك".

<<  <   >  >>