للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَلَمَّا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ .. قَالَ: "لَوْ أَنِّي أسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً؛

===

(فلما كان آخر طوافه) وتمام سعيه (على المروة) .. رقي عليها، وذكر الله ودعا عليها، فجواب (لما) محذوف؛ كما قدرناه بقولنا: (رقي عليها ... ) إلى آخره.

قال النووي: وفي هذا دلالة لمذهب الشافعي والجمهور: أن الذهاب من الصفا إلى المروة يحسب مرة، والرجوع إلى الصفا مرة ثانية، والرجوع إلى المروة ثالثة، وهكذا إلى تمام السبع، فيكون ابتداء السبع من الصفا، وآخرها بالمروة، وقال ابن بنت الشافعي وأبو بكر الصيرفي من أصحابنا: يحسب الذهاب إلى المروة والرجوع إلى الصفا مرة واحدة، فيقع آخر السبع في الصفا.

وهذا الحديث الصحيح يرد عليهما، وكذلك عمل المسلمين على تعاقب الأزمان، قال الطحاوي: يعد الذهاب والعود شوطًا واحدًا، كالطواف؛ فإنه من الحجر إلى الحجر شوط، وتمام كلامه في "الفتح" وغيره.

وقال القاضي عياض: كره الشافعي أن تسمى الأطواف أشواطًا وأدوارًا، إنما يقال: أطواف؛ كما هنا. انتهى "إكمال المعلم".

فلما فرغ من أذكاره ودعائه .. (قال): وفي بعض الرواية إسقاط الفاء في قوله: (فقال) وهي واضحة لا تحتاج إلى تقدير ما قدرناه؛ أي: فلما فرغ من أذكاره ودعائه .. قال: (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت) أي: لو كنت علمت قبل إحرامي ما علمته بعده من تردد الناس في تحللهم وانتظارهم تحللي .. (لم أسق الهدي) معي (وجعلتها) أي: جعلت حجتي وفسختها (عمرة)، وأتحلل منها بالحلق أو التقصير؛ يعني: لتمتعت من أول الأمر من غير سوق الهدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>