(ثم) بعد صلاة ركعتين (رجع) النبي صلى الله عليه وسلم (إلى البيت) أي: إلى الحجر الأسود، من إطلاق الكل وإرادة الجزء (فاستلم الركن) أي: الحجر؛ أي: استلمه ثانيًا، قال النووي: فيه دلالة - كما قاله الشافعي وغيره من العلماء - على أنه يستحب للطائف طواف القدوم إذا فرغ من الطواف وصلاته خلف المقام .. أن يعود إلى الحجر الأسود، ثم يخرج من باب الصفا ليسعى، واتفقوا على أن هذا الاستلام ليس بواجب، وإنما هو سنة، لو تركه .. لم يلزمه دم.
وفي "الدر المختار": وعاد إلى الحجر إن أراد السعي، واستلم الحجر، قال ابن عابدين: أفاد أن العود إلى الحجر إنما يستحب لمن أراد السعي بعده، وإلا .. فلا؛ كما في "البحر" وغيره.
(ثم) بعد استلامه الحجر (خرج) من المسجد (من الباب) الذي يخرج (إلى الصفا) أي: من باب بني مخزوم؛ وهو الباب الذي يسمى: باب الصفا، وخروجه صلى الله عليه وسلم من هذا الباب؛ لأنه أقرب الأبواب إلى الصفا، لا أنه سنة فيخرج الحاج من أي باب شاء، ذكره الطحطاوي في "حاشية مراقي الفلاح".
(حتى إذا دنا) النبي صلى الله عليه وسلم وقرب (من الصفا .. قرأ) قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}(١).
والصفا جمع صفاة؛ وهو الحجر الأملس؛ والمروة من الحجارة: ما لان وصغر، وهما هنا اسمان لصفحين معلومين، وقيل: سميا بذلك؛ لجلوس الصفي وامرأته عليهما. انتهى من "المفهم" على التلخيص.