للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ .. اسْتَلَمَ الرُّكْنَ

===

بحج .. فليفعل، ومن أراد أن يهل بعمرة .. فليفعل، ومن أراد أن يهل بحج وعمرة .. فليفعل"، فارتفع ذلك الوهم الواقع لهم، كما سيأتي هذا إن شاء الله تعالى. انتهى من "المفهم".

قال السندي: قوله: (لسنا ننوي إلا الحج) أي: غالبنا، وإلا .. ففيهم من اعتمر؛ كعائشة على ما جاء في حديث جابر نفسه في حال عائشة، أو قَارَنَ، وذهبنا إلى مكة (حتى إذا أتينا البيت) أي: الكعبة المشرفة (معه) صلى الله عليه وسلم في أربع أو خمس خلون من ذي الحجة .. (استلم) النبي صلى الله عليه وسلم (الركن) أي: لمس الحجر الأسود بيده وقبله بفيه، وسمى الحجر ركنًا؛ لأنه في الركن. انتهى من "المفهم".

والاستلام: افتعال من السلام بمعنى التحية، وأهل اليمن يسمون الركن بالمحيا؛ لأن الناس يحيونه بالسلام، وقيل: من السلام - بكسر السين - وهي الحجارة، يقال: استلم الحجر؛ إذا لثمه وتناوله.

والمعنى: وضع يديه عليه وقبله مع التكبير والتهليل إن أمكنه ذلك، بلا إيذاء أحد، ولا يستلم بالإشارة من بعيد، وقيل: وضع الجبهة عليه أيضًا.

وفي "المواهب وشرحه" للزرقاني:

واعلم: أن للبيت أربعة أركان:

الأول: له فضيلتان؛ كون الحجر الأسود فيه، وكونه على قواعد إبراهيم عليه السلام؛ أي: أساس بنائه.

وللثاني: وهو الركن اليماني؛ الثانية فقط، وليس للآخرين شيء منهما.

ولذلك يقبل الأول؛ كما في "الصحيحين" عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود، وفي "البخاري" عن ابن عمر: رأيت رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>