تلك الخصال قبلوه منك. . فاقبله منهم (وكف) نفسك وامتنع (عنهم) أي: عن قتالهم وإيذائهم (ثم) كما في "مسلم" أي: ثم (ادعهم إلى الإسلام) هذه أولى الخصال الثلاث المدعو إليها.
قال النووي: هكذا في جميع نسخ "صحيح مسلم": (ثم ادعهم) بزيادة: (ثم) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: صواب الرواية: (ادعهم) بإسقاط (ثم) لأنه تفصيلٌ لتلك الخصالِ المدعوِّ إليها لا غيرها، وقد جاء بإسقاطها على الصواب في كتاب أبي عبيد، وفي "سنن أبي داوود" و"ابن ماجه" وغيرها.
وقال المازري: ليست (ثم) هنا زائدة، بل دخلت لاستفتاح الكلامِ والأخذ، فهي هنا بمعنى فاء الإفصاح داخلة على جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت ما قلتُه لك من دعوتهم إلى إحدى ثلاث، وأردت بيان تلك الثلاث. . فأقول لك:(ادعهم) أولًا (إلى الإسلام) والانقياد للأوامر الشرعية.
(فإن أجابوك) إلى الإسلام والانقياد (فاقْبَلْـ) ـهُ (منهم) أي: فاقبل ذلك الإسلام منهم (وكُفَّ) نفسك (عنهم) أي: عن قتالهم وإيذائهم، وهو بضم الكاف وتشديد الفاء؛ أمر من الكف، وهو يكون لازمًا بمعنى الامتناع، ومتعديًا بمعنى المنع؛ والمعنى على الأول: أي: امتنع من قتالهم، وعلى الثاني: فمفعوله محذوف؛ تقديره: وكف نفسك عن قتالهم، أي: احبسها عنه.
وقوله:"ادعهم إلى الإسلام" هذا لمن لم يبلغه الدعوة، وإلا. . فهو مندوب لا واجب. انتهى من "السندي".
(ثم) بعدما قبلوا الإسلام والانقياد (ادعهم إلى التحول) والانتقال (من دارهم) دار الكفرة وبلادهم (إلى دار المهاجرين) أي: إلى دار الإسلام، وكانت