للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللهُ فَوْقَ ذَلِكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى".

===

صورة الأوعال (بين أظلافهن) أي: أظلاف تلك الأوعال، جمع ظلف بالكسر؛ وهو للبقر والغنم والظبي كالحافر للفرس والدابة، والخف للبعير، (وركبهن) أي: ركب تلك الأوعال -بضم ففتح- جمع ركبة؛ وهو المفصل بين الساق والفخذ (كما بين سماء إلى سماء) أي: بعد ما بين أظلافهن وركبهن مثل بعد مسافة ما بين سماء إلى سماء.

(ثم على ظهورهن) أي: على ظهور تلك الأوعال جمع ظهر؛ وهو عمود البطن الذي يعتمد عليه، معروف، سمي ظهرًا؛ لظهوره من كل حيوان (العرش) أي: هو محمول على ظهورهن (بين أعلاه) أي: أعلى العرش (وأسفله كما بين سماء إلى سماء) أي: من شدة البعد مع قطع النظر عن الحد، وإلا .. فجميع المخلوقات بجنب العرش كحلقة في فلاة على ما ورد به الحديث؛ أي: إن بعد مسافة ما بين أعلى العرش وأسفله كمثل بعد ما بين سماء إلى سماء.

(ثم الله) سبحانه وتعالى (فوق ذلك تبارك وتعالى) أي: فوق العرش، وفيه دليل على أنه تعالى فوق العرش، وهذا هو المذهب الحق الذي عليه نلقى الله، وعليه تدل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهو مذهب السلف الصالحين من الصحابة والتابعين وغيرهم من أهل العلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

قالوا: إن الله تعالى استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، والاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والجهمية قد أنكروا العرش وأن يكون الله فوقه، وقالوا: إنه في كل مكان، ولهم مقالات قبيحة باطلة، وإن شئت الوقوف على

<<  <  ج: ص:  >  >>