الأفعال العظام التي تتحير فيها الأوهام بالإضافة إلى كمال قدرته تعالى، وهذا المقصود حاصل بهذا الكلام وإن لم يعرف كيفية القبض وحقيقة اليمين، فالبحث عنهما خارج عن القدر المقصود إفهامه فلا ينبغي.
قلت: القبض والطي صفتان من صفات أفعاله تعالى، نثبتهما ونعتقدهما ولا نكيفهما ولا نمثلهما، والبحث عنهما بدعة، وأما اليمين .. فصفة من صفات ذاته تعالى نثبتها ونعتقدها ولا نكيفها ولا نمثلها، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(١) والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة ذاته وصفاته نؤمن بهما ولا نبحث عنهما.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب الرقاق، باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد، ومسلم؛ أخرجه في كتاب صفات المنافقين، باب كتاب صفة القيامة والجنة والنار.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامس عشره لحديث جرير بحديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، فقال:
(٦٩) - ١٩١ - (١٧)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (٢٥٨ هـ). يروي عنه:(خ عم).