للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقْبِضُ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ؛ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ ".

===

(كان) أبو هريرة (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقبض الله) سبحانه ويأخذ (الأرض يوم القيامة) بشماله، كما في حديث مسلم المذكور في باب صفة القيامة منه، (ويطوي السماء) أي: يلفها ويأخذها (بيمينه، ثم يقول: أنا الملك) الحق الباقي (أين ملوك الأرض؟ ) أين الجبارون أين المتكبرون؟

قال القاضي عياض: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ: يقبض، ويطوي، ويأخذ، كلها بمعنى الجمع؛ لأن السماوات مبسوطة، والأرضين مدحوة وممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة، وتبديل الأرض غير الأرض والسماوات، فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض ورفعها وتبديلها بغيرها. انتهى "نووي".

قال الأبي: قلت: لا يعني ببسط السماوات ومد الأرض البسط والمد الذي هو ضد الكرة؛ فإن الذي عليه الأكثر من الحكماء وغيرهم أنهما كرويتان. انتهى.

قوله: "ثم يقول: أنا الملك" قال الأبي: يحتمل أن يخاطب بذلك الملائكة عليهم السلام، أو يخاطب به ذاته؛ كقوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ} (١)، انتهى.

قال السندي: هذا الحديث كالتفسير لقوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (٢)، والمقصود: بيان غاية عظمته تعالى وحقارة


(١) سورة غافر: (١٦).
(٢) سورة الزمر: (٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>