للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعِرَّانَةِ وَهُوَ يَقْسِمُ التِّبْرَ وَالْغَنَائِمَ وَهُوَ فِي حِجْرِ بِلَالٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ، فَقَالَ: "وَيْلَكَ؛ وَمَنْ يَعْدِلُ بَعْدِي إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ ! "،

===

(قال) جابر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة) -بالجيم المكسورة وسكون العين المهملة وتخفيف الراء المفتوحة- موضع بقرب مكة على طريق الطائف؛ أي: كان نازلًا بالجعرانة بعد رجوعهم من غزوة حنين، (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يقسم) ويوزع (التبر) -بكسر المثناة الفوقية وسكون الموحدة- وهو القطع من الذهب والفضة قبل أن يصاغ ويصفى من التراب، (والغنائم) من المواشي وغيرها، وهو من ذكر العام بعد الخاص، وهو جمع غنيمة؛ وهو المال الراجع من الكفار الحربيين إلى المسلمين عنوة.

(وهو) أي: والحال أن ذلك التبر مجموع (في حجر بلال) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحجر -بتقديم الحاء المهملة المفتوحة أو المكسورة على الجيم الساكنة قيل هذا الصواب - وهو مقدم الثوب، (فقال رجل) من الحاضرين، قيل: اسمه حرقوص بن زهير ذو الخويصرة: (اعدل) أي: افعل العدل والحق (يا محمد) في قسمك هذا المال؛ (فإنك) يا محمد (لم تعدل) أي: لم تفعل العدل، (فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويلك) أي: ألزمك الله الويل والهلاك، (ومن يعدل بعدي) أي: من يفعل بعدي العدل (إذا لم أعدل) أنا؟ ! والاستفهام إنكاري؛ أي: لا يوجد من يفعل العدل إن لم أفعل أنا العدل؛ لأن الناس مقتدون بي، فإذا أنا جُرت .. فالناس تبع لي في الجور، فلا يوجد من يفعل العدل بعدي، والمعنى: فإنهم أمروا باتباعه صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يعدل هو .. يتبعونه فيه؛ فمن يعدل؟ !

<<  <  ج: ص:  >  >>