للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

(واحطط بها) أي: بسبب هذه السجدة أو في مقابلة هذه السجدة، ولفظ الترمذي هكذا: (اللهم؛ اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود)، قال السيوطي في "حاشية الترمذي": قال القاضي أبو بكر بن العربي: عسر عليّ في هذا الحديث أن يقول أحد ذلك؛ فإن فيه طلب قبول ذلك، وأين ذلك اللسان، وأين تلك النية؟

قلت: ليس المراد المماثلة من كل وجه، بل في مطلق القبول، وقد ورد في دعاء الأضحية" وتقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك ومحمد نبيك" وأين المقام من المقام؟ ما أُريد بهذا إلا مطلق القبول. انتهى.

ولا يخفى أن اعتبار التشبيه في مطلق القبول يجعل الكلام قليل الجدوى، ولو قيل: وتقبلها مني قبولًا مثل ما تقبلتها من عبدك داوود في أن كلًّا منهما فرد من أفراد القبول .. لم يكن في التشبيه كثير فائدة، ولم يكن إلا تطويل بلا طائل، والأقرب أن يعتبر التشبيه في الكمال، ويعتبر الكمال في قبول كل بحسب مرتبته. انتهى "سندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب ما يقول في سجود القرآن، الحديث (٥٧٩)، قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي سعيد أخرجه البيهقي، واختلف في وصله وإرساله وصوّب الدارقطني في "العلل" رواية حماد عن حميد عن بكر أن أبا سعيد رأى فيما يرى النائم ... وذكر الحديث، كذا في "النيل" و"التلخيص"، وقال أبو عيسى أيضًا: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وأقره الذهبي على تصحيحه، كذا

<<  <  ج: ص:  >  >>