بأعقابهم فغسلوها، كما زعمه أهل البدعة، نسأل الله العفو والعافية منها. انتهى "سندي".
قوله:"أسبغوا الوضوء" قال الأبي: الإسباغ لغة: الإكمال، وعرفًا: الإتيان بالقدر المطلوب إن تحقق الإتيان بلا توقف على غيره، أو بما يتحقق به أن توقف على غيره؛ كغسل جزء من الرأس؛ ليتحقق غسل الوجه.
قوله:"ويل" قال القاضي: (ويل) كلمة تقال لمن وقع في مهلكة، وقيل: لمن وقع فيها ولا يستحقها، وقيل: هي المهلكة، وقيل: المشقة، وقيل: الحزن، وقيل: واد في جهنم، وعبارة "المفهم" هنا: "ويل للأعقاب من النار"(ويل) كلمة عذاب وقبوح وهلاك؛ مثل ويح، وعن أبي سعيد الخدري وعطاء بن يسار: هو واد في جهنم، لو وُضعت فيه الجبال .. لذابت من شدة حره، وقال ابن مسعود: هو صديد أهل النار، ويقال: ويل لزيد، وويلًا له؛ بالرفع على الابتداء، والنصب على إضمار الفعل، فإن أضفته .. لم يكن إلا النصب؛ لأنك لو رفعته .. لم يكن له خبر.
قوله:"الأعقاب" جمع عقب -بكسر القاف وسكونها- وهو: مؤخر القدم؛ وهو ما يصيب الأرض إلى موضع الشراك، وعقب كل شيء آخره.
قوله:"من النار" قال القاضي: المعذّب أصحاب الأعقاب، فالكلام على حذف مضاف، كما مر آنفًا، وقال الداوودي: المعذّب العقب من كل الرجل؛ لأن مواضع الوضوء لا تمسها النار، كما جاء في مواضع السجود، قال القرطبي: وهذه الأحاديث كلها تدل على أن فرض الرجلين الغسل لا المسح، وهو مذهب جمهور السلف وأئمة الفتوى، وقد حُكي عن ابن عباس وأنس وعكرمة أن فرضهما المسح إن صح ذلك عنهم، وهو مذهب الشيعة، وذهب ابن جرير