للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ .. إِلَّا زَوَّجَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً؛ ثِنْتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِين، وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ النَّار،

===

(عن أبي أمامة) صدي بن عجلان الباهلي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، سكن الشام ومات بها سنة ست وثمانين (٨٦ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه هشام بن خالد وخالد بن يزيد، وهما مختلف فيهما.

(قال) أبو أمامة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما) منكم (من أحد) أيها المؤمنون (يدخله الله الجنة .. إلا زوّجه الله عز وجل) أي: أنكحه (ثنتين وسبعين زوجة) أي: جعلهن زوجات له يعقد نكاحه عليهن، وقيل: قرنهن به من غير عقد تزويج (ثنتين) منهن (من الحور العين) أي: نصيبه منهن (وسبعين من ميراثه من أهل النار).

ويؤخذ من هذا الحديث: أن الله عز وجل أعد لكل واحد من الناس زوجتين في الجنة، فمن حرم ذلك بدخوله النار من أهلها .. وزعت زوجاتهم على أهل الجنة؛ كما توزع المنازل التي أعدت في الجنة لمن دخل النار من أهلها على أهل الجنة؛ كما يوضحه حديث: (ما من أحد إلا وله منزلان؛ منزل في الجنة ومنزل في النار؛ فإذا مات ودخل النار .. ورث أهل الجنة منزله في الجنة)، ومصداق ذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (١).

وظاهره: استواء أهل الجنة في هذا العدد من الزوجات؛ اثنتين منهن بطريق الأصالة، وسبعين بطريق الوراثة من أهل النار.


(١) سورة المؤمنون: (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>