للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وسمي العرق رشحًا؛ لأنه يخرج من بدنه شيئًا فشيئًا؛ كما يترشح الإناء المتخلخل الأجزاء.

قال الطبري: العرق؛ هو للزحام، ولدنو الشمس حتى يغلى منها الرأس وحرارة الأنفاس، وحرارة النار التي تحدق بالمحشر، فترشح رطوبة بدن كل أحد، فإن قيل: يلزم أن يسبح الجميع فيه سبحًا واحدًا، ولا يتفاضلون في القدر.

قيل: يزول هذا الاستبعاد؛ بأن يخلق الله في الأرض التي تحت كل أحد ارتفاعًا بقدر عمله، فيرتفع العرق بقدر ذلك.

وفيه جواب ثان: وهو أن يحشر الناس جماعات متفرقة، فيحشر من بلغ كعبيه في جهةٍ، ومن بلغ حِقْوَيه في جهة، وهكذا. انتهى "سنوسي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في تفسير سورة (ويل للمطففين)، باب {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (١) وفي الرقاق، باب قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ} (٢)، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، والترمذي في تفسير سورة (ويل للمطففين).

فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:


(١) سورة المطففين: (٦).
(٢) سورة المطففين: (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>