للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قُلْتُ: وَالنِّسَاءُ؟ قَالَ: "وَالنِّسَاءُ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَمَا يُسْتَحْيَا؟ ! قَالَ: "يَا عَائِشَةُ؛ الْأَمْرُ أَهَمُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ".

===

قالت عائشة: (قلت): يا رسول الله (والنساء) تحشر مع الرجال جميعًا؟ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والنساء) تحشر مع الرجال، قالت عائشة: (قلت: يا رسول الله؛ فما يستحيا؟ ! ) أي: فما يوجد الحياء بينهم؛ أي: فما تستحيي النساء من الرجال والرجال من النساء؟ ! فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة الأمر) أي: أمر يوم القيامة وهوله (أهم) أي: أشغل (من أن ينظر بعضهم إلى) عورة (بعض) أي: من نظر بعضهم إلى عورة بعض.

قوله: "عراة" وقد استشكل على هذا الحديث بحديث أخرجه أبو داوود وصححه ابن حبان: أنه لما حضر أبا سعيد الخدري الوفاة .. دعا بثياب جدد فلبسها، وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الميت يبعث يوم القيامة في ثيابه التي مات فيها".

وجمع بعضهم بين الحديثين: بأن بعضهم يحشر عاريًا، وبعضهم يحشر كاسيًا؛ عملًا بالحديثين.

أو بأنهم يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها، ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر، فيحشرون عراة.

وحمَلَ بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء، ويحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد، فحمله على العموم، وقيل غير ذلك.

وهذه التأويلات كُلُّها خلاف الظاهر، ولعلَّ أولاها بالقبول: حَمْلُهُ على الشهداء فقط؛ لأن ما جاء في حديث الباب مُؤيَّد بقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (١) انتهى "فتح الباري" باختصار (١١/ ٣٨٤).


(١) سورة الأنبياء: (١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>