للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيث، اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ،

===

(كانت في الجسد الخبيث) العاصي (اخرجي) منه (ذميمةً) أي: مذمومة مبغوضة عند ربك شديد الانتقام.

(وأبشري) قال الطيبي: استعارة تهكمية؛ كقوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (١)، أو مبنية على المشاكلة والازدواج و (بحميم وكساق) مقابل (الروح والريحان)، بحميم؛ أي: بماء حار غاية الحرارة، وغساق - بتخفيف وتشديد -: ما يَغْسِقُ؛ أي: يسيل من صديد أهل النار، وقيل: الباردُ المُنْتِنُ.

وقوله: (وآخر) قال القاري: عطف على (حميم) أي: وبعذاب آخر (من شكله) أي: مثل ما ذكر في الحرارة والمرارة (أزواج) بالجر؛ أي: أصناف مختلفة.

قال الطيبي: أي: مذوقات أخر مثل الغساق في الشدة والفظاعة أزواج. انتهى.

ولا وجه لإعادة الضمير إلى الغساق وحده، وإن كان هو أقرب مذكور، فالصحيح ما ذكرناه؛ من أن إفراد الضمير باعتبار ما ذكر.

قال: (وآخر) مجرور بالفتحة عطفًا على (حميم) و (أزواج) صفة لـ (آخر) مجرور بالكسرة، وإن كان مفردًا؛ لأنه في تأويل الضروب والأصناف؛ كقول الشاعر: (مِعىً جياعًا) والظاهر أنه في تأويل النوع والصنف، كذا قال القاري.

وقال السندي: قوله: (وآخر من شكله أزواج) أي: بآخر، و (أزواج) بدل منه؛ أي: وبأوصافه و (من شكله) جار ومجرور وقع حالًا من (أزواج) أي:


(١) سورة آل عمران: (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>