للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟ "، قَالَ: أَرْجُو اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ وَأَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ .. إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ "

===.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على) رجل (شاب) أي: على فتىً من المؤمنين (وهو) أي: والحال أن ذلك الشاب (في) سكرة (الموت؛ فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف تجد) نفس (ك) أيها الشاب؟ هل أنت تجد نفسك خفيف المرض أو شديده؟

قال ابن الملك: أي: كيف قلبك أو نفسك في الانتقال من الدنيا إلى الآخرة؟ أراجيًا رحمة الله تعالى أو خائفًا من غضب الله تعالى؟

(قال) الشاب: (أرجو الله) أي: أجدني أرجو رحمة الله تعالى (يا رسول الله وأخاف ذنوبي) قال الطيبي: علق الرجاء بالله، والخوف بالذنب، وأشار بالفعلية إلى أن الرجاء حدث عند السياق والنزع.

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان) أي: الرجاء والخوف (في قلب عبد) وهذا يدل على أنه ينبغي وجود الأمرين على الدوام، حتى في ذلك الوقت؛ وهو زمان سكرات الموت، ومثله كل زمان أشرف فيه على الموت حقيقةً أو حكمًا؛ كوقت المبارزة، وزمان القصاص ونحوهما، فلا يحتاج إلى زيادة لفظ (مثل) في قوله: (في مثل هذا الموطن)، وقال الطيبي: (مثل) زائدة و (الموطن) إما مكان أو زمان؛ كمقتل الحسين رضي الله تعالى عنه.

(إلا أعطاه الله ما يرجو) هـ من الرحمة (وآمنه) أي: إلا سلمه (مما يخاف) من العقوبة بالعفو والمغفرة.

قال السندي: والحديث يدل على أنه ينبغي وجود الأمرين: الرجاء والخوف،

<<  <  ج: ص:  >  >>