للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَار، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".

===

(القرآن) أي: علَّمه القرآن تلاوةً وتفسيرًا، أو المعنى: مَنَّ عليه بِحفظه؛ كما يَنْبَغِي وبِتَعلُّمِه (فهو) أي: فذلك الرجل (يقوم به) أي: بالقرآن تلاوةً وعملًا؛ والمراد بالقيام به: العمل مطلقًا أعم من تلاوته داخل الصلاة أو خارجها، ومن تعلمه الحكم والفتوى بمقتضاه، ولأحمد من حديث يزيد بن الأخنس السلمي: (رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ويتبع ما فيه).

(آناء الليل وآناء النهار) قال النووي: أي: ساعاتهما، واحدُها إِنىً وأَنًا وإِنْيٌ وإِنْوٌ، أربعُ لُغات.

وقال في "الصُّراح": آناءُ الليل: ساعاتُه، واحدُها إِنىً؛ بوزن مِعىً وأَمعاءٍ، وإِنْي وإِنْوٌ، يقال: مضَى إنوان وإِنْيَان من الليل.

(و) ثانيهما: (رجلٍ) بالوجهين (آتاه الله مالًا) نكَّرهُ؛ ليشمل القليل والكثير (فهو ينفقه) لله في وجوه الخير (آناء الليل وآناء النهار) أي: يصرفه فيهما.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار"، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصرِها، باب فضل من يقوم بالقرآن، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الجنة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>