للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ "، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا".

===

رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: (أترون هذه) السخلة (هانت) وحقرت (على أهلها) أي: عند أهلها وأصحابها؟ (قال) المستورد: (قيل) له صلى الله عليه وسلم؛ أي: قال له بعض من عنده من الصحابة، ولم أر من ذكر اسم هذا القائل: (يا رسول الله؛ من هوانها) أي: من هوان هذه السخلة وحقارتها عند أهلها (ألقوها) أي: ألقاها أهلها في الصحراء (أو) قال ذلك القائل للرسول صلى الله عليه وسلم (كما قال) أي: مثل ما قال له صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول له: من حقارتها رموها.

والمقصود من هذا الكلام: التحرز عن التعبير بالكلام القبيح في حكاية كلامه صلى الله عليه وسلم.

فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده من الركب: (فوالذي نفسي) وروحي (بيده) المقدسة (للدنيا) بفتح اللام رابطة لجواب القسم (أهون) أي: أحقر (على الله) تعالى، أي: عند الله تعالى (من) حقارة (هذه) السخلة (على أهلها) أي: عند أهلها وأصحابها؛ أي: للدنيا أشد حقارة عند الله تعالى من حقارة هذه السخلة عند أهلها.

قال القرطبي: الدنيا: وزنها (فعلى) وألفها للتأنيث، وتمنع من الصرف؛ لألف التأنيث المقصورة، وهي من الدنو بمعنى القرب؛ لدنوها إلى الفناء والزوال، وهي صفة لموصوف محذوف؛ كما قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (١).


(١) سورة آل عمران: (١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>