للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِه، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاق، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ؛ فَاثْبُتُوا؛

===

إلى دار الآخرة .. (فكل امرئ) وامرأة (حجيج) ومدافع له عن (نفسه، والله) سبحانه وتعالى (خليفتي) ووكيلي (على كل مسلم) في رعايته عن شره وفتنته (وإنه) أي: وإن الدجال (يخرج) ويظهر (من خلة) أي: في خلة ومفرج (بين) حدود (الشام والعراق).

قوله: "من خلة" - بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام - كما تقدم في الحديث السابق؛ وهو في الأصل: الطريق في الرمل، ثم أطلق على الطريق مطلقًا؛ أي: سواء كان في الرمل أم لا، و (من) فيه بمعنى: (في) الظرفية؛ أي: ينزل في طريق فاصل بين طرفي الشام والعراق وحدودهما.

ورواه بعضهم بلفظ (حله) - بضم الحاء المهملة وبهاء الضمير - أي: من دون (من) قبله بالرفع على الابتداء، وخبره الظرف المذكور بعد، والجملة الاسمية في محل النصب على الحالية من فاعل (يخرج) أي: يخرج حالة كون نزوله بمنزل بين البلدين.

قوله: (فيعيث) هو مضارع؛ من عاث يعيث عيثًا؛ من باب هاب يهيب، فهو من الأجوف اليائي؛ بمعنى: أفسد إفسادًا وأشد الفساد مسرعًا فيه.

والمعنى: فيعيث؛ أي: فيفسد فيمن كان (يمينًا) عن منزله ذلك؛ بدعوتهم إلى الإشراك (ويعيث) أي: يفسد فيمن كان (شمالًا) عن منزله ذلك بدعوتهم إلى الاعتراف بألوهيته.

وهذا الوجه الأخير أصح وأرجح في تفسير قوله: (خلة).

(يا عباد الله؛ فاثبتوا) واستمروا على دينكم دين الإسلام والتوحيد ولا تزلزلوا عنه.

قال القاري: معناه: أيها المؤمنون الموجودون في ذلك الزمان، أو أنتم

<<  <  ج: ص:  >  >>