(قال) أبو أمامة: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: ذكَّرنا يومًا بالترغيب والترهيب (فكان أكثر خطبته) تلك (حديثًا حدثناه عن) خروج (الدجال) في آخر الزمان (وحذرناه) أي: أمرنا في ذلك الحديث بالتحذُّر والاجتناب عن الإيمان به وامتثاله فيما يأمر به (فكان من قوله) صلى الله عليه وسلم في بيان صفته وشؤونه (أن قال) صلى الله عليه وسلم: (إنه) أي: إن الشأن والحال (لم تكن) أي: لم توجد (فتنة في الأرض منذ) أن (ذرأ الله) أي خلق الله (ذرية آدم أعظمُ) بالرفع، صفة لـ (فتنة) وكان تامة؛ كما أشرنا إليه؛ أي: لم تكن فتنة أشد على بني آدم (من فتنة الدجال) بعد أن خلق الله ذرية آدم.
(وإن الله) عز وجل (لم يبعث نبيًّا) من الأنبياء .. (إلا حذر أمته الدجالَ) أي: إلا أمر الله ذلك النبي بأن يُحذِّر ويُخوِّف أمته من الدجال وفتنته (وأنا آخر الأنبياء) والمرسلين (وأنتم) أيتها الأمة المحمدية (آخر الأمم) إيجادًا (وهو) أي: الدجال (خارج فيكم) أي: ظاهر (لا محالة) ولا شك في ذلك؛ لأنه من أشراط الساعة (وإن يخرج) الدجال من محبسه (و) الحال (أنا) حي (بين ظهرانيكم) أي: في وسطكم .. (فأنا حجيج) أي: مخاصم ودافع (لـ) ـه عن (كل مسلم، وإن يخرج) من محبسه (من بعدي) أي: من بعد وفاتي وارتحالي