للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنِ الدَّجَّالِ وَحَذَّرَنَاهُ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ: "إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَإنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاء، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ؛ وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ .. فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي

===

(قال) أبو أمامة: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: ذكَّرنا يومًا بالترغيب والترهيب (فكان أكثر خطبته) تلك (حديثًا حدثناه عن) خروج (الدجال) في آخر الزمان (وحذرناه) أي: أمرنا في ذلك الحديث بالتحذُّر والاجتناب عن الإيمان به وامتثاله فيما يأمر به (فكان من قوله) صلى الله عليه وسلم في بيان صفته وشؤونه (أن قال) صلى الله عليه وسلم: (إنه) أي: إن الشأن والحال (لم تكن) أي: لم توجد (فتنة في الأرض منذ) أن (ذرأ الله) أي خلق الله (ذرية آدم أعظمُ) بالرفع، صفة لـ (فتنة) وكان تامة؛ كما أشرنا إليه؛ أي: لم تكن فتنة أشد على بني آدم (من فتنة الدجال) بعد أن خلق الله ذرية آدم.

(وإن الله) عز وجل (لم يبعث نبيًّا) من الأنبياء .. (إلا حذر أمته الدجالَ) أي: إلا أمر الله ذلك النبي بأن يُحذِّر ويُخوِّف أمته من الدجال وفتنته (وأنا آخر الأنبياء) والمرسلين (وأنتم) أيتها الأمة المحمدية (آخر الأمم) إيجادًا (وهو) أي: الدجال (خارج فيكم) أي: ظاهر (لا محالة) ولا شك في ذلك؛ لأنه من أشراط الساعة (وإن يخرج) الدجال من محبسه (و) الحال (أنا) حي (بين ظهرانيكم) أي: في وسطكم .. (فأنا حجيج) أي: مخاصم ودافع (لـ) ـه عن (كل مسلم، وإن يخرج) من محبسه (من بعدي) أي: من بعد وفاتي وارتحالي

<<  <  ج: ص:  >  >>