للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَنْطلِقُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ،

===

(ولا يحل) أي: لا يمكن ولا يقع (لكافر يجد ريح نفسه) أي: ريح نفس عيسى عليه السلام - بفتح النون والفاء - أي: فلا يمكن لكافر وجد ريح نفس عيسى عليه السلام الحياة في حال من الأحوال (إلا مات) ذلك الكافر الذي شم ريح نفس عيسى عليه السلام (ونفسه) أي: والحال أن نفس عيسى (ينتهي) ويصل (حيث ينتهي) ويصل (طرفه) - بسكون الراء - أي: بصره.

وقال القرطبي: معناه: أن الكفار لا يقربونه، وإنما يهلكون عند رؤيته ووصول نفسه إليهم؛ حفظًا من الله تعالى له، وإظهارًا لكرامته (فينطلق) عيسى؛ أي: يطلب عيسى عليه السلام الدجال ويتتبَّعه (حتى يدركه) أي: حتى يدرك عيسى الدجال (عند باب لد) - بضم اللام وتشديد الدال، وبصرفه - اسم جبل بالشام، وقيل: اسم قرية من قرى بيت المقدس، وقيل: اسم بلدة معروفة في فلسطين قريبة من بيت المقدس، ولحكومة إسرائيل فيها اليوم مطار.

(فيقتله) أي: فيقتل عيسى الدجال، قال العلامة علي القاري في "المرقاة" (١٠/ ١٩٨): قوله: "فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه .. إلا مات" يجوز أن يكون الدجال مستثنىً من هذا الحُكْمِ؛ لحكمةِ إراءةِ دمه في الحرْبةِ؛ ليزداد كونُهُ ساحرًا في قلوب المؤمنين.

ويحتمل كون هذه الكرامة لعيسى أولًا حين نزوله، ثم تكون زائلة حين يرى الدجال؛ إذ دوام الكرامة ليس بلازم، وقيل: النفس الذي يموت الكافر لأجله هو النفس المقصود به إهلاك الكافر، لا النفس المعتاد، فعدم موت الدجال؛ لعدم النفس المراد، وقيل: المفهوم منه: أن من وجد نفس عيسى من الكفار .. يموت، ولا يفهم منه: أن يكون ذلك أول وصول نفسه، فيجوز أن يحصل ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>