أي: غير الدجال أخوف عليكم عندي من الدجال، فحذف؛ للعلم به، وقد بسطنا الكلام على هذه الجملة في "الكوكب الوهاج" فراجعه.
(إن يخرج) الدجال ويظهر (وأنا) حي (فيكم .. فأنا حجيجه) أي: محاجه ومخاصمه ودافعه وقاطعه بالحجة؛ بإظهار كذبه وإفساد قوله (دونكم) أي: من غير افتقار وحاجة إلى محاجة شخص معين يدافعه عنكم؛ أي: فأنا كافٍ لكم في محاجته (وإن يخرج) ويظهر الدجال (و) الحال أنا (لست فيكم .. فامرؤ) أي: فكل امرئ منكم، والدليل على عمومه قوله فيما بعد:"والله خليفتي على كل مسلم"(حجيج نفسه) أي: محاج ومدافع له عن نفسه.
والمعنى: ليحتج كل امرئ منكم عن نفسه ويدافعه عنها بما أعلمته من صفته، وبما يدل عليه العقل من كذبه في دعوى الألوهية؛ وهو خبر بمعنى الأمر.
وفيه التنبيه على النظر عند المشكلات، والتمسك بالأدلة الواضحات. انتهى من "المفهم".
وهذا الكلام يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتبين له وقت خروجه، غير أنه كان يتوقعه ويقربه، وكذلك كان يقرب أمره حتى يظنوا أنه في النخل القريب منهم. انتهى منه.
(والله) عز وجل (خليفتي على) دفع شره وفتنته عن (كل مسلم) ومسلمة؛ يعني: أن الله تعالى وليّ كل مسلم وحافظه من شره، فيعينه عليه، ويدفع شره عنه بلا واسطة.
وهذا منه صلى الله عليه وسلم تفويض إلى الله في كفاية كل مسلم من