المرء) حالة كونه (لا يحبه إلا لله) أي: إلا لوجه الله وأخوته؛ يعني بـ (المرء) هنا: المسلم المؤمن؛ كأنه هو الذي يمكن أن يخلص لله تعالى؛ أي: لا يحبه إلا لأجل دين الله تعالى وأخوته، لا لغرض دنيوي؛ كمال وجاه ونصرة.
قال القاضي: من ثمرة حب الله تعالى .. الحب فيه؛ فلا يحب العبد إلا لله تعالى؛ لأن من أحب شيئًا .. أحب ما هو من سببه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:"من أحب العرب .. فبحبي أحبهم" رواه الطبراني في "الكبير"، ولكنه واه؛ لضعف سنده.
يعني: أن الحب في الله تعالى لا ينشأ إلا عن حب الله تعالى، ولا يمتنع أن يكتسب الحب في الله سبحانه باستحضار ما أعد الله تعالى للمتحابين فيه، وحسبك ما صح من قوله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... " فذكر منهم: "رجلين تحابا في الله". انتهى "أبي".
وقد أفاد هذا الحديث أن محبة المؤمن الموصلة إلى حلاوة الإيمان .. لا بد أن تكون خالصة دلّه تعالى غير مشوبة بالأغراض الدنيوية، ولا بالحظوظ البشرية؛ فإن من أحبه لذلك .. انقطعت محبته إن حصل له ذلك الغرض، أو يشى من حصوله، ومحبة المؤمن وظيفة معينة على الدوام، وجدت الأغراض أو عدمت.
ولما كانت المحبة للأغراض هي الغالبة .. قل وجدان تلك الحلاوة، بل قد انعدم لا سيما في هذه الأزمان التي قد انمحى فيها أكثر رسوم الإيمان والشريعة، وغلب عليها صداقة النصارى والرسوم النظامية.
وبالجملة: فمحبة المؤمنين من العبادات التي لا بد فيها من الإخلاص في حسن النيات. انتهى.