للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَتْ صَدَقَتْ؛ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟ ! ".

===

(قال) جابر: كان (يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حين سمع هذه القصة: (صدقت) العجوزة فيما قالت، وقوله ثانيًا: (صدقت) توكيد لفظي للمرة الأولى.

(كيف يقدس الله) عزَّ وجلَّ (أمة) من الأمم، ولفظة: (لا) مؤخرة عن محلها؛ أي: كيف لا يقدس الله أمة من الأمم، بل يطهرهم من الظلامة الواقعة بينهم، بل (يؤخذ) ويستوفى حقوق (لضعيفهم من شديدهم؟ ! ) أي: من قويهم، وهو تعالى أحكم الحاكمين، وأعدل الفاصلين بينهم، ويحتمل كون جملة: (لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم) صفة لـ (أمة) لأن الجمل بعد النكرات تكون صفة، وهو أوضح.

قوله: (من عجائز رهابينهم) قال في "النهاية": الرهبان: جمع راهب، وقد يقع على الواحد، ويجمع ثانيًا على رهابين؛ والرهبانية: نسبة إلى الرهبنة، ومنه: "لا رهبانية في الإسلام" كان النصارى يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها، والعزلة عن أهلها، وتعمد مشاقها؛ فمنهم: من يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه، وغير ذلك من أنواع التعذيب، فنفاها عن الإسلام.

ومنه: "عليكم بالجهاد؛ فإنه رهبانية أمتي" يريد: أن الرهبان وإن تركوا الدنيا .. فلا ترك أكثر من بذل النفس، وكما أنه لا أفضل من الترهب عندهم .. ففي الإسلام لا أفضل من الجهاد، كذا في "إنجاح الحاجة".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكنه أخرجه ابن حبان في "صحيحه" في كتاب البعث، باب ما جاء في الحساب.

<<  <  ج: ص:  >  >>