للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللهُ بهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا وَاللهُ خَيْرٌ فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ بَعْدُ، وَثَوَابُ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللهُ بِهِ يَوْمَ بَدْرٍ".

===

عروة: أني حركت وأردت إخراجه من غلافه (فانقطع صدرُه) أي: ظُبَتُهُ ورأسُه وطرفُه الفوقاني في الغِلاف (فإذا هو) أي: انقطاع صدر السيف؛ أي: تأويله: (ما أصيب من المؤمنين) بالقتل والجراح (يوم أحد، ثم هززته) مرة (أخرى) أي: حركته وأخرجته من الغلافـ (فعاد) السيف؛ أي: صار (أحسن ما كان) عليه أولًا بلا ثَلْمٍ ولا انقطاعٍ (فإذا هو) أي: عودُهُ أحسن ما كان عليه أولًا، تأويله: هو (ما جاء) نا (الله به من الفتح) للبلاد (واجتماع المؤمنين) على الحق (ورأيت فيها) أي: في رؤياي هذه (أيضًا) أي: كما رأيت هز السيف (بقرًا) تنحر؛ كما في رواية أبي الأسود عن عروة: (بقرًا تذبح)، (والله خير) مبتدأ وخبر؛ أي: وثواب الله خير للنفر المقتولين بالشهادة من بقائهم في الدنيا ولمن أصيب بهم بأجر المصيبة.

وقيل: المعنى: صنع الله خير؛ وهو قتلهم يوم أحد، وفي أكثر الروايات: تقديم هذه الجملة على موضعها، والحق: ما ذكرناه من تأخيرها عما قبلها (فإذا هم) ذكَّر الضمير باعتبار الخبر؛ أي: فإذا البقر التي رأيتها في ذلك المنام هم (النفر) والجماعة الذين قتلوا (من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير) الذي رأيته في ذلك المنام هو (ما جاء الله به من الخير) وأعطاه إياه (بعد) - بالضم - لقطعه عن الإضافة؛ أي: بعد يوم أحد (وثواب الصدق) بالرفع معطوف على ما الموصولة الواقعة خبرًا للخير، عطف تفسير؛ والتقدير: وإذا الخير الذي رأيته في المنام هو ما جاء الله به من الخير بعد يوم أحد، وثواب صدق المؤمنين (الذي) صفة للثواب؛ أي: الذي (آتانا الله به يوم بدر) ولا يصح حمل (بدر)

<<  <  ج: ص:  >  >>