للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي .. أَعْبُرْهَا يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "اعْبُرْهَا"، قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ .. فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا مَا يَنْطِفُ مِنْهَا مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ .. فَهُوَ الْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ،

===

أي: بذلك الحبل إلى السماء؛ وهو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وفي "تنبيه المعلم على مبهمات مسلم": قوله: (ثم أخذ به رجل من بعدك) هو الصديق، والآخر بعده هو عمر، والثالث هو عثمان، والرابع هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم. انتهى.

قوله: (فانقطع به، ثم وصل له) معناه: أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه؛ بسبب ما وقع له في تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة، فاتصل بهم، فعبر عنه؛ بأن الحبل وصل له فاتصل فالتحق بهم، كذا ذكره الحافظ ابن حجر في "شرح البخاري". انتهى "سندي".

(فقال أبو بكر) الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعني) أي: اتركني حالة كوني (أعبرها) أي: أفسر هذه الرؤيا؛ من عبر، من باب نصر، ويجوز جزمه في جواب الطلب؛ أي: إن أذنت لي في تعبيرها .. أعبرها (يا رسول الله) فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعبرها) أي: فسرها؛ فقد أذنت لك في تفسيرها، فـ (قال) أبو بكر في تفسيرها: (أما الظلة) التي تنطف وتمطر بالسمن والعسل .. (فـ) هي (الإسلام) أي: ملته الملة الحنيفية وأحكامه النازلة من السماء (وأما ما ينطف) ويمطر (منها) أي: من تلك الظلة (من العسل والسمن .. فهو) أي: الذي يمطر من الظلة، فهو (القرآن حلاوته) من حيث المعنى، فهو بدل من القرآن (ولينه) أي: سهولته من حيث اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>