للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فقوله: أما حديث أبي جهيم فورد بذكر اليدين مجملًا، غير صحيح، ولا يطلق عليه حد الإجمال، بل هو مطلق يتناول إلى الكفين وإلى المرفقين وإلى ما وراء ذلك، ولكن رواية الدارقطني في هذا الحديث خصصته وفسرته بقوله: "فمسح بوجهه وذراعيه"، فإن قلت: هذا القائل لم يرد الإجمال ألاصطلاحي، بل أراد الإجمال اللغوي، قلت: إن كان كذلك، فحديث الدارقطني أوضحه وكشفه كما ذكرنا، انتهى.

قلت: قد ذكرنا فيما تقدم أن حديث عمار اختلفت ألفاظه فيما رواه البخاري ومسلم، ففي رواية عن عمار: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك هكذا، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه"، وفي أخرى له: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يكفيك الوجه والكفين"، وفي هذين الحديثين ذكر الوجه والكفين، وفي أخرى له: ذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا، وضرب بكفه ضربة على الأرض ثم نفضها، ثم مسح بها ظهر كله بشماله، أو ظهر شماله بكفه، ثم مسح بهما وجهه"، وفي رواية له: قال عمار: "فضرب النبي-صلي الله عليه وسلم- بيده الأرض فمسح وجهه وكفيه".

فاختلفت روايات البخاري في أن آلة المسح من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل كانت واحدة أو ثنتين؟ فالرواية التي فيها "فضرب بكفيه" تدل على أن آلة المسح من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت كفيه، والرواية التي فيها ضرب النبي -صلي الله عليه وسلم- بيده أو ضرب بكفه تدل على أن آلة المسح من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت واحدة، ومثل ذلك الاختلاف وقع الاختلاف في محل المسح أيضًا، وفي بعضها: "مسح وجهه وكفيه"، وفي بعضها: "مسح ظهر كفه بشماله"، أو "ظهر شماله بكفه".

<<  <  ج: ص:  >  >>