إلا أن هذه المناوشات الجديدة المنظمة -بسبب وجود الخندق- لم تتعد الجولان بالخيل والرمى بالنبل والقذف بالحجارة، مما لم يكن له أي أثر حاسم يذكر في سير المعركة.
[اللغز العسكري في المعركة]
واللغز العسكري في سير عمليات الأحزاب الحربية هو أن أحدًا من المؤرخين لم يذكر أنه قد كان لقبائل غطفان النجدية- التي يشكل رجالها العمود الفقرى لهذا الغزو -أي عمل حربى بارز ضد المسلمين في هذه الغزوة المقصود بها استئصال شأفة المسلمين وهدم الإسلام.
فقد كان من المفروض أن يشارك قادة غطفان قادة قريش في عمليات الاستفزاز والمناوشة التي قادها أولئك القادة القرشيون بأنفسهم ضد المسلمين على مشارف الخندق، ولكن شيئًا من هذا لم يحدث طيلة أيام الحصار.
وهذا يعني بالتأكيد أن قبائل غطفان (طيلة أيام الحصار) لم تطلق سهمًا واحدًا ضد جيش المدينة ولم يقم أحد من رجالها بأي عمل حربى ضد المسلمين، فكل الذين جاء ذكرهم في كتب التاريخ أنهم قاتلوا وقاموا بمختلف العمليات الحربية ضد المسلمين طيلة أيام حصار المدينة إنما هم من قريش فقط.
ترى. ما هو السبب في هذا وما سر هذا اللغز؟ .
قد نتمكن في تعليقنا على المعركة في آخر الكتاب من الوصول إلى حل هذا اللغز العجيب.