نحمدك اللهم، ونستعينك ونستهديك، ونسألك - ولا مسؤول ولا مرجوّ سواك - أن تسدد خطانا وتجعلنا ممن يخلصون لك في القول والعمل، وأن تعمر قلوبنا بعزة وشمم لا صلف ولا كبرياء فيهما.
ونسألك اللهم، أن تمنحنا الحماية من أن يستذلنا الجهلة، وأن لا تجعلنا للمضلين عضدا، واجعلنا اللهم من المهتدين بهديك والهادين إلى سبيلك.
وصل اللهم على صفوة خلقك حبيبك ونبيك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.
وبعد أيها القارئ الكريم، فهذا هو كتابنا الثامن من سلسلتنا التاريخية (معارك الإِسلام الفاصلة) وهو (فتح مكة). بذلنا في تأليفه جهدًا، الله وحده يعلم مداه، ونأمل أن يكون هذا الكتاب محل رضا القارئ الكريم.
فما جهودنا في هذه السلسلة التاريخية إلا (بعد قصد وجه الله تعالى) كي نبسط للقارئ ونعرض عليه الكنوز الثمينة الغالية من تاريخنا الإسلامي الطافح بالروائع من سير نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام، مما يحفز القارئ المنصف المتبصر المهتدى على الاقتداء بأولئك الصفوة الذين صنعوا لنا هذا التاريخ الشرق الوضاء الذي طغت - ولا تزال مع الأسف - تطغى عليه وتغطه وتطمس معالمه تزايين وأصباغ (ديكورات) المبادئ القبيحة النتنة المستوردة مما وراء الحدود، والتي: الارتماء في أحضانها على حساب إهمال الإِسلام كان ولا يزال السبب الرئيسى فيما أصابنا طوال عشرين عامًا ولا يزال يصيبنا من خزايا وويلات وفضائح، وحل ولا يزال يحل بنا من مصائب وكوارث، لا خلاص لنا منها ولا نجاة إلا بالعودة إلى الإِسلام حاكمًا ومشرعًا وقاضيًا.