عصابة الموت، إذا اعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت.
ولهذا فإنه لما أخذ السيف من الرسول - صلى الله عليه وسلم - (على أن يقوم بحقه) أخرج عصابته الحمراء، وعصب بها رأْسه، ثم خرج يختال (في تبختر وخيلاء) بين الصفين كعادته المتبعة عند الحرب، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - يختال في مشيته، قال:"إنها لمشية ببغضها الله إلّا في مثل هذا الموطن".
[العدو يتهيأ للقتال]
أما المشركون فقد قاموا بتعبئة جيشهم في بطن وادي قناة، وهو المكان الذي أجبروا عل قبول المعركة فيه، وكان مكانًا منخفضًا بالنسبة لجيش المسلمين الذي احتل المرتفع من الشعب وعبأ صفوفه فيه.
وكانت تعبئة جيش مكة هذه المرة، حسب نظام الصفوف، وكانت هذه، أَول مرة يقاتل فيها المكيون صفوفًا حيث كانوا دائمًا في حروبهم يقاتلون على طريقة الهنود الحمر وهي طريقة الكر والفر.
وهي الطريقة الي قاتلوا بها المسلمين يوم بدر وفاجأَهم النبي (في ذلك اليوم) بقتال الصفوف الذي لم يعهدوه والذي كان أَحد الأسباب التي أدت إلى هزيمتهم في ذلك اليوم.
ويظهر أن المشركين أخذوا دروسًا في معركة بدر في نظام الصفوف عن المسلمين ثم طبقوه يوم أُحد ...