لقد اعتبر بنو قريظة وجود جيوش الأحزاب الضاربة حول المدينة فرصة ثمينة للتعجيل بسحق المسلمين وإبادتهم إبادة كاملة.
وما كانوا يشكون لحظة (إذ ارتكبوا ما ارتكبوا) في أن جيوش الأحزاب قادرة كل المقدرة على إبادة المسلمين واستئصال شأفتهم استئصالا كاملًا، ولذلك لم يتورعوا عن الانضمام إلى الغزاة، إذ فعلوا ذلك غير مبالين بما أعطوا من عهود وأبرموا من مواثيق.
وقد ذكرنا عبر كتابنا (غزوة الأحزاب) كيف انتهى ذلك الغزو المخيف بانسحاب الأحزاب دون أن تتمكن قواتهم من اقتحام المدينة، ودون أن تحقق أي شيء من الأهداف التي جاءت لتحقيقها وكيف تُرك بنو قريظة وحدهم في الميدان ليواجهوا المصير الذي يستحقه كل خائن وغادر وناكث.
[غزوة بني قريظة امتداد للأحزاب]
وعلى هذا فإن غزوة بني قريظة في حد ذاتها هي امتداد لمعركة الأحزاب، فقد كان يهود بني قريظة يمثلون الجناح الثالث للاتحاد العسكري الوثني اليهودي الذي قام لسحق المسلمين وإبادتهم إبادة كاملة.
فبنو قريظة بالإضافة إلى ارتكابهم جريمة الخيانة العظمى، يعتبرون غزاة محاربين بانضمامهم إلى جيوش الأحزاب الغازية وإعلانهم بأنهم جزء لا يتجزأ منهم ضد المسلمين، ومباشرتهم،