للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمد (١) من ثماد الحديبية ظنون (٢) قليل من الماء تبرضًا (٣)، فاشتكى الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلة الماء، فانتزع سهمًا من كنانته فأمر به فغرز في الثّمد فجاشت لهم بالرواء حتى صدروا عنه (٤) بعطن (٥) قال: وإنهم ليغرفون بآنيتهم جلوسًا على شفير البئر، والذي نزل بالسهم في البئر ناجية بن الأعجم (٦) من أسلم، ويقال إن الذي نزل بالسهم في البئر حتى جاشت هو ناجية بن جندب الأسلمي (٧).

فكان ناجية بن الأعجم يحدّث فيقول: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين شُكي إليه قلة الماء، فأَخرج سهمًا من كنانته ودفعه إليّ ودعاني بدلو منم ماء البئر, فجئته به فتوضَّأ, فقال: مضمض فاه, ثم مجَّ في الدلو، والناس في حر شديد وإنما هي بئر واحدة وقد سبق المشركون إلى بلدح فغلبوا على مياهه، فقال: انزل بالماء فصبه في البئر وأثِّر (٨) ماءُها بالسهم، ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما كنت أَخرج حتى كاد يغمرني، وفارت كما تفور القدر حتى طمّت، واستوت بشفيرها يغترفون ماءَ من جانبها حتى نهلوا من آخرهم.


(١) الثمد: بفتح أوله وثانيه: الماء القليل الذي لا مادة له، كذا قال في الصحاح، ص ٤٤٨.
(٢) الظنون: بفتح أوله: قال في الصحاح ص ٢١٦٠: البئر التي لا يدري أفيها ماء أم لا، ويقال القليلة الماء.
(٣) قال في الصحاح ص ١٠٦٦: (برض الماء من العين إذ خرج وهو قليل).
(٤) صدر عن الماء: تركهـ.
(٥) العطن بفتح أوله وثانيه: مبرك الإبل حول الماء.
(٦) هو ناحية بن الأعجم الأسلمي قال في الإصابة: ذكره ابن سعد في الصحابة كان ناجية هذا يحمل لواء بني سليم يوم الفتح ويحمل اللواء الثاني بريدة بن الخصيب، قال ابن شاهين: ماتت ناجية بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
(٧) ناجية بن جندب: تقدمت ترجمته فيما مضى من هذا الكتاب.
(٨) أثر في الشيء: ترك الأثر فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>